إلى المحتوى الرئيسي

70 عاما على الجسر الجوي

كيف دافعت "قاذفات الزبيب" عن حرية برلين وكيف أسست الصداقة عبر الأطلسي. 

22.06.2018
70 عاما على الجسر الجوي في برلين: انتظار "قاذفات الزبيب" في برلين 1948 بكل شوق وسعادة
انتظار "قاذفات الزبيب" في برلين 1948 بكل شوق وسعادة © dpa

سماء برلين حافلة بالطائرات. هذه المرة ثلاث سنوات بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. هدير هذه الطائرات لا يعني المصائب والدمار لأبناء المدينة، وإنما النجدة. طائرات أمريكية وبريطانية تجلب الإمدادات الغذائية للشطر الغربي من المدينة. 

حصار برلين الغربية

بعد انتهاء الحرب توزعت دول الحفاء المنتصرة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والاتحاد السوفييتي الإشراف على برلين بعد تقسيمها إلى أربع مناطق نفوذ. وعندما قامت الدول الغربية في 1948 بفرض الإصلاح النقدي رغم معارضة الاتحاد السوفييتي، وأدخلت المارك الألماني، قام الاتحاد السوفييتي في 24 حزيران/يونيو 1948 بحصار الشطر الغربي من مدينة برلين. وهكذا بدأت الحرب الباردة. 

Dieses YouTube-Video kann in einem neuen Tab abgespielt werden

YouTube öffnen

محتوى ثالث

نحن نستخدم YouTube، من أجل تضمين محتويات ربماتحتوي على بيانات عن نشاطاتك. يرجى التحقق من المحتويات وقبول الخدمة من أجل عرض هذا المحتوى.

فتح تصريح الموافقة

Piwik is not available or is blocked. Please check your adblocker settings.

فكرة الإنقاذ: الجسر الجوي

المواد الغذائية وإمدادات الطاقة التي كانت في الأساس نادرة الوجود بعد الحرب، باتت الآن معرضة للانهيار الكامل. وأصبح أبناء برلين مهددين بالجوع. لهذا أطلق الحاكم العسكري في منطقة النفوذ الأمريكي لوسيوس دي كلاي مبادرة الجسر الجوي: "برلين أيرلايف" (حياة برلين الجوية). في 26 حزيران/يونيو انطلقت أولى رحلات الإمداد من فرانكفورت وفيسبادن متوجهة إلى برلين. 

عمل لوجستي جبار

سرعان ما بات واضحا: من أجل إمداد ما يزيد عن مليوني إنسان في الجزء الغربي من برلين، لابد من تأمين أكبر عدد ممكن من الطائرات والرحلات. وهكذا عمد الحلفاء إلى استغلال الممرات الجوية الثلاث إلى أقصى الحدود. "قاذفات الزبيب" تهبط كل بضع دقائق، حيث يتم تفريغها بأسرع ما يمكن، كي تعود أدراجها وتحمل النجدة مرة أخرى إلى أبناء المدينة. وهكذا تم يوميا نقل حوالي 5000 طن من المساعدات إلى أحياء المدينة المحاصرة.

70 عاما على الجسر الجوي في برلين: طرود الرعاية مع رحلات المساعدات
طرود الرعاية مع رحلات المساعدات © dpa

من أين جاء تعبير "قاذفات الزبيب"؟ 

الملازم الأمريكي غايل سيمور هالفورسن ألقى طرودا تحتوي حلوى، كي يمنح الأطفال في برلين المدمرة شيئا من السعادة. هذه الفكرة تبعها طيارون آخرون. وحتى نهاية الحصار تم إلقاء ما يقرب من 23 طن من الحلويات على برلين. 

70 عاما على الجسر الجوي في برلين: الملازم الأمريكي غايل هالفورسن يرمي الحلوى بمظلات صغيرة للأطفال.
الملازم الأمريكي غايل هالفورسن يرمي الحلوى بمظلات صغيرة للأطفال. © dpa

الفترة التي استمر فيها الجسر الجوي في برلين 

أكثر من عام كامل استمر الحلفاء في تشغيل هذا الجسر الجوي. وهو يعتبر حتى الآن واحدا من أكبر العمليات الإنسانية. في 21 أيار/مايو 1949 رفع السوفييت الحصار، إلا أن طائرات المساعدات الأمريكية والبريطانية استمرت حتى الخريف في نقل المؤن إلى المدينة.  

الأعداء يتحولون إلى أصدقاء

جسر برلين الجوي وطد العلاقة بين ألمانيا من جهة، وبين الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من جهة أخرى. أعداء الأمس تحولوا إلى منقذين وشركاء وأصدقاء. هذه العلاقة المتميزة مازالت حتى اليوم تطبع الشراكة عبر الأطلسي بين ألمانيا والولايات المتحدة بطابعها الخاص. 

كيف يجري الاحتفال بذكرى الجسر الجوي؟ 

في حزيران/يونيو 2019 سيتم إعادة تمثيل الجسر الجوي، حيث سيتم إلقاء طرود تحتوي على مواد عناية وحلويات، إضافة إلى تحليق استعراضي. وتتضمن خطة الاحتفالية تحليق حوالي 40 "قاذفة زبيب" مرة أخرى في سماء برلين.
 

70 عاما على الجسر الجوي في برلين: النصب التذكاري للجسر الجوي في مطار برلين تمبلهوف معروضتان في فرانكفورت وتسيلة
النصب التذكاري للجسر الجوي في مطار برلين تمبلهوف معروضتان في فرانكفورت وتسيلة © dpa