إلى المحتوى الرئيسي

البحار والمحيطات

حماية البحار والمحيطات تشكل محور اهتمام "سنة العلوم 2016*17".

21.03.2016
© picture alliance/Bruce Colem - Year of Science

 

هي قبلة الأشواق والحنين ومصدر هام للغذاء وطريق أساسي للتجارة: إنها البحار والمحيطات. بوصفها أكبر حيز للحياة على كوكب الأرض تغطي البحار والمحيطات حوالي 70% من سطح الأرض، وتوفر بذلك موطناً لعدد لا يحصى من أنواع الكائنات الحية. وبسبب أهمية هذا الحيز الحيوي فقد اتخذته سنة العلوم 2016*17 محور اهتمامها الأساسي. وتشكل مقولة "اكتشاف البحار والمحيطات والاستفادة منها وحمايتها" الفكرة الأساسية للحوار الذي سيقام بين المواطنين العاديين والعلماء المختصين في أثناء سنة العلوم 2016*17.

يعيش أكثر من نصف سكان الأرض في مناطق قريبة من شواطئ البحار والمحيطات لأنها توفر مصدراً أساسياً للغذاء، إذ يتم اصطياد أكثر من 150 مليون طن من الأسماك في العام الواحد. لكن ذلك لا يبقى دون عواقب، فبعض المناطق تعاني من الإفراط في الصيد، ومنها على سبيل المثال بحر البلطيق. وبالإضافة إلى الصيد فإن الملاحة البحرية تجعل من البحار والمحيطات عاملاً اقتصادياً مهماً. فحوالي 45000 سفينة تجارية تعبر محيطات وبحار العالم حاملة معها ما يقارب 10 مليارات طن من البضائع سنوياً، الأمر الذي يشكل أكثر من ثلثي حجم البضائع المشحونة عموماً.

ومنذ الأزل تفتن المحيطات البشر وتسحرهم، فيمخرون عبابها رواداً ومبشرين، غزاة ومستكشفين، تجاراً ومهاجرين. وفي يومنا هذا توفر الأبحاث العلمية معلومات قيمة عن البحار والمحيطات تفيدنا في فهمها بشكل أفضل. فها هم العلماء والباحثون في سنة العلوم 2016*17 يكشفون لعامة الناس أبحاثهم ونتائج أعمالهم، ويدعونهم إلى حوار مفتوح حول مستقبل البحار والمحيطات. ولهذا الهدف ستبحر سفينة العلم "إم إس فيسنشافت" عبر كافة مناطق ألمانيا. ففي الرابع من أيار/ مايو تنطلق هذه السفينة، التي كانت في الأصل سفينة شحن، من ميناء مدينة "كيل" في رحلة مائية تستمر حتى شهر أيلول/ سبتمبر 2016 تزور فيها مناطق شمالي ألمانيا كافة. وفي العام 2017 تستكمل سفينة العلم رحلتها وتزور مدن الجزء الجنوبي من ألمانيا.

 

البحار والمحيطات بوصفها حُماة المناخ وحاويات ضخمة لتخزين النفايات

 

تشكل البحار والمحيطات حماة حقيقيين للمناخ، فقد قامت في الأعوام المائة والخمسين الماضية باستيعاب أكثر من نصف كمية غاز ثاني أكسيد الكربون التي طرحها الإنسان في الغلاف الجوي. ولا شك في أن التحول المناخي كان سيقطع أشواطاً أبعد بكثير لولا أثرها الإيجابي. إلا أن النشاط الإنساني في العقود والقرون الماضية قد أحدث تغييراً ملحوظاً في البحار والمحيطات، فقد أدى استيعاب الكميات الكبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي إلى خفض قيمة الأس الهيدروجيني لمياه البحار والمحيطات، فأصبحت أكثر حموضة، الأمر الذي أضر بأنواع كثيرة من الأصداف والمرجان البحري. فضلاً عن ذلك تتحول البحار والمحيطات من خلال التلوث الكبير بالنفايات البلاستيكية إلى حاويات ضخمة لتخزين نفايات الكرة الأرضية كلها، حتى بتنا نجد الجزيئات البلاستيكية في جوف الأسماك والحيوانات البحرية الصغيرة وفي جليد المناطق المتجمدة الشمالية. ويبقى السؤال الأساسي مطروحاً: "هل سينجح الإنسان في حماية البحار والمحيطات؟".

 

يوم المياه العالمي في 22 آذار/ مارس عام 2016

 

https://www.bmbf.de/de/wissenschaftsjahr-2016-17-meere-und-ozeane-2368.html

 

© www.deutschland.de