إلى المحتوى الرئيسي

"القصص تعني الكثيرَ للأطفال"

تعمل ألينا ياجل في جمعية الرواة "تسڤايت تسويجن" وتنقل إلى الأطفال معلوماتٍ عن الهولوكوست. ما الذي يحفّزها وكيف يؤثِّر العملُ الشبابيُّ على حياتها.

بقلم فانيسا شميتVanessa Schmidt, 26.01.2024
ألينا ياجل تنقل ذكريات الناجين من الهولوكوست.
ألينا ياجل تنقل ذكريات الناجين من الهولوكوست. © Privat

"سيّان كان عمرك: يمكنُك أن تنخرط دائمًا في مواجهة معادة السامية والتمييز". تتبع (ألينا ياجل) عقيدتها ليس فقط في حياتها الخاصة، وإنما كذلك داخل جمعية. تُنظِّم ورشَ عملٍ "للرواة". تُنمِّي فيها الطالبةُ - صاحبةُ السنوات الإحدى وعشرين - وعي الأطفال والشباب حول الهولوكوست، وتحكي قصصَ النجاة عن شهود عيان للمحرقة، وذلك هو منهج جمعية تسڤايت تسويجن "Zweitzeugen؛ الرواة". ولأنه لم يعد على قيد الحياة سوى ناجون قلائل من الهولوكوست، يستطيعون الحديثَ عن تجاربهم بأنفسهم، تحفظُ الجمعيةُ الذكريات بأن تنقلها عنهم.

جمعيةُ تسڤايت تسويجن تتناقلُ الذكريات

عرفت ياجل عن الجمعية قبل نحو ستة أشهر، بينما كانت تحضرُ ندوةً حول موضوع "معاداة السامية في كرة القدم" في إطار دراستها. انتابها الحماس، ووجدت وظيفةً صغيرة شاغرة في الجمعية. تقدَّمت لشغلها ونجحت في الحصول عليها. ومنذُ ذلك الحين، عملت مع الكثير من الأطفال والشباب، حتى أنه كان باستطاعتها أن تعايشَ شغفَها بكرة القدم؛ ذلك أن جمعية الرواة "تسڤايت تسويجن" لم تكن تتعاون مع المدارس فحسب، وإنما كذلك مع مراكز تعلُّم مختلفة تابعة لأندية كرة القدم في بوندسليغا، وهكذا استغلت جاذبيةَ الرياضة لاستهداف الفتيان والفتيات، هؤلاء الذين يستمعون إلى ياجل في تشوُّقٍ تام، عندما تروي لهم حكايات النجاة من المحرقة. "يفهم الأطفالُ ما عايشه هؤلاء الأشخاص، وتعني لهم الحكاياتُ الكثيرَ". وثمة تجربةٌ حركَّت مشاعرها بشكلٍ خاص: "تقدَّمت إلىّ فتاةٌ بعد ورشة العمل لتشكرني على روايتي لقصص نجاةٍ عاشتها سيداتٌ إبَّان المحرقة. سماعُها لقصص حياة سيداتٍ قويَّات منحها الكثيرَ من القوة".

إنه لشعورٌ جيد أن تنخرط بنشاطٍ وهمّة.
ألينا ياجل، طالبةٌ وموظَّفةٌ لدى تسڤايت تسويجن

هذا التأثير تحديدًا هو ما تريدُ ياجل تحقيقَه. "لهذا السبب ننقل قصص النجاة إلى الحياة اليومية للشباب. إلى أيّ مدى كانوا سيشعرون بالتقييد لو شهدوا تلك الحقبة عيانًا؟" ولا تريدُ ياجل نقلَ الحقائق التاريخية حول الهولوكوست بالطريقة نفسها التي تُطبِّقها حصةُ التاريخ في المدارس. وبغية تحقيق هذا الهدف، تُحضِّر البالغةُ من العمر 21 سنة ورشَ العمل لعدة ساعاتٍ في الأسبوع بجانب دراستها للعلوم الاجتماعية في جامعة بوخوم. "أفعلُ ذلك بكل سرور، لأن عملي يتأصَّل عميقًا في النفوس وينتابني شعورٌ جيد عندما أنخرطُ بنشاطٍ وهمّة". يترك العملُ في الجمعية والتبادلُ مع الشباب تأثيرَه كذلك على حياتها الخاصة. تستهدف البالغةُ من العمر 21 سنة التمييزَ ومعاداةَ التمييز بانفتاحٍ أكبر. "خاصةً في المواقف التي ربما لم أتخيَّل أن أجدَ نفسَي فيها من قبل". وتروي ياجل قصصَ الناجين من الهولوكوست كذلك بطبيعة الحال في محيطها وللمقرَّبين منها.