إلى المحتوى الرئيسي

الأمان "الكمومي"

في عالم التقنية الكمية "الكوانتون" تعتبر إجراءات الحماية المعهودة دون أية جدوى. هكذا تستعد ألمانيا لهذا المستقبل.  

31.01.2023
كومبيوتر كمومي فيزيائيون في مركز أبحاث يوليش، يعملون في مختبر كمومي على ابتكار ناظم كريوستات
كومبيوتر كمومي فيزيائيون في مركز أبحاث يوليش، يعملون في مختبر كمومي على ابتكار ناظم كريوستات © picture alliance / Rupert Oberhäuser

مستقبل الكومبيوتر عنوانه التقنية الكمومية (الكمية). ولكن ما هو الفرق بينها وبين التقنية الرقمية المعروفة حتى الآن؟ تعتمد هذه على ترانزستورات تعرف فقط نوعين من المعلومات، الواحد والصفر. هذه المعلومات تسمى بايت (الرقم الثنائي). أما الكومبيوتر الكمي (الكمومي) فهو يعمل من خلال "كيوبايت"، التي تحمل أكثر من معلومة، ويمكن القول أنها متشابكة كميا، وقادرة بالتالي على حمل المزيد من المعلومات. أي أن ذات الكمية من المعلومات تتطلب عددا من "كيوبايت" أقل بكثير من "بايت". عمليا يمكن القول على سبيل المثال: إذا كان كومبيوتر سريع جدا قادر على تجربة جميع التركيبات المحتملة لكلمة السر (مع وجود 95 رمز مختلف)، خلال أكثر من 14 شهرا بقليل، فإن الكومبيوتر الكمي قادر على إجراء هذه التجربة خلال جزء من الثانية، وذلك حسب استطاعته.

ما أهمية الكومبيوتر الكمي "الكمومي" بالنسبة للأمن الرقمي؟

على ضوء قدرته الحسابية العالية جدا فإن بنية الأمن الحالية القائمة على كلمة السر لا تشكل للكومبيوتر الكمي أي عائق. حيث أن بإمكانه التوصل بشكل فوري تقريبا إلى أية كلمة سر "ثنائية" يمكن تصورها. لهذا السبب تعمل في ألمانيا الوزارات مع المؤسسات العلمية والشركات على خلق بينة أمان تواكب هذا التطور في التقنية الكمية. مثالان من الاقتصاد والعلوم.

مركز ZQE في جامعة ميونيخ التقنية (TUM)

في الرابع والعشرين من كانون الثاني/يناير 2023 تم في غارشينغ، بالقرب من ميونيخ إرساء المبنى الجديد "مركز الهندسة الكمومية" (ZQM) المتعدد الاختصاصات التابع لجامعة ميونيخ التقنية TUM. "الإرساء" يعني إتمام أعمال تشييد الهيكل والسقف، واعتبارا من 2024 من المفترض أن يبدأ ما يزيد عن 100 عالم وعالمة نشاطاتهم البحثية في تكنولوجيا الكم. إحدى المهمات الأساسية لمركز ZQM، حسب كريستيان بفلايدرر، أستاذ الفيزياء في اختصاص طوبولوجيا الأنظمة المترابطة، ومدير المركز، "التوصل إلى أساليب اتصال محمية من التلصص، باستخدام البنية التحتية للاتصالات المتوفرة حاليا".

ترامبف "Trumpf" لصناعة الآلات وشركتها الناشئة

على ضوء الحوسبة المتسارعة بشكل كبير، فإن التشفير في زمن التقنية الكمومية يعني أيضا سباقا مع الزمن بين التشفير وفك التشفير. شركة بناء الآلات المعروفة عالميا، ترامبف، في مناطق شفابن استثمرت مؤخرا لهذه الغاية في شركة ناشئة Quside تقوم شرائحها الضوئية بتشفير الرسائل بطريقة آمنة، تعجز حتى الكومبيوترات الكمية عن حلها. إلا أن شركة ترامبف تعمل أيضا مع شركتها الناشئة Qant على تطوير حواسيب كمومية. ومن المفترض أن تقوم Qant بتطوير كومبيوتر كمومي بتقنية فوتونية، أي أنه يجري الحسابات بالضوء. في حال نجاح الفكرة فإن الميزة تكمن أيضا في أن هذا الكومبيوتر ليس بحاجة إلى التبريد وما يرتبط به من أعباء. وقد حصل كونسورتيوم بقيادة Qant خلال العام الماضي على 42 مليون يورو من الوزارة الاتحادية للبحث العلمي، من أجل تطوير شريحة الكومبيوتر الكمومية التي تحمل شعار "صنع في ألمانيا".

© www.deutschland.de

هل ترغب في الحصول على معلومات منتظمة عن ألمانيا؟ كيفية تسجيل الدخول: