إلى المحتوى الرئيسي

باربارة، فنانة الطرقات

أبطال الإنترنت: باربارة، فنانة الطرقات، تنال الإعجاب عبر الشبكة من خلال لوحات ذكية مضحكة، تضعها في المدينة أو تقوم بتصويرها بين زواياها. رغم ذلك تبقى شخصيتها خفية مجهولة على الجميع.

17.02.2017
© Barbara - Social Media

"الكراهية فظة. الحب أكثر فظاظة". اللوحة مكتوبة بالأبيض على خلفية سوداء، وتحتها اسم المرسل: باربارة. اللوحة معلقة على باب مكتب ماركوس بريتسل، عضو البرلمان الأوروبي عن حزب البديل من أجل ألمانيا. الشعبويون من أمثال بريتسل هم الهدف المفضل للانتقاد بالنسبة للفنانة باربارة، أشهر فنانة طرقات في ألمانيا. لوحاتها التي تحمل عبارات مختصرة أو أشعار قصيرة، غالبا ما تكون معلة على أعمدة أنوار الطرقات أو جدران المنازل – الشعار: "اللصق جميل". في هذه الحال قام أعد أعوانها بنقل هذه اللوحة إلى البرلمان الأوروبي.

جائزة غريمة أون لاين 2016

السرية هي كلمة مختصرة جميلة، حيث أن باربارة تريد أن تبقى شخصيتها مجهولة. ومن غير المعروف بالفعل من هي الشخصية الحقيقية، وما إذا كانت سيدة بالفعل، أو إذا كانت شخصية واحدة أو أكثر. هذا مع العلم أن الفنانة قد نشرت كتابين حتى الآن، كما فازت في عام 2016 بجائزة غريمة أون لاين. صحيح أنها لم تحضر حفل استلام الجائزة، هذا مع العلم أن أحدا لم يكن ليتعرف عليها لو كانت جالسة بين الحضور. مسرح عمل باربارة هو شبكات التواصل الاجتماعي. على فيس بوك يتابع ما يزيد عن 550000 إنسان ما تقوله وتكتبه. وهي تبدو ذات إطلالة قوية ورأي حازم، كما أنها لا تتخلى عن روح الفكاهة، وأحيانا حتى أحيانا عن المنطق الصبياني. وهي تضع لوحاتها في مواجهة التخوفات الجنونية والعنصرية، كما تنظر إلى الدين بعين ناقدة. كذلك تثير مسألة اللاجئين الكثير من رسائلها، مثل هذه الرسالة التي تواكب الأغنية الشهيرة لسام كوك:

لا أعرف الكثير عن التاريخ،

لا أعرف الكثير عن اللاجئين

لا أعرف الكثير عن القرآن

ولا عن عدد ضحايا الإنجيل

ولكنني أعرف أنني أحبك

وأعرف أنك إذا كنت تحبني

كم سيكون رائعا هذا العالم

أن يعيش ويبرز فن باربارة في الإنترنت بشكل رئيسي، لا يعود فقط إلى إخفاء شخصيتها، الذي توفره لها الشبكة. بل يعود أيضا إلى نشر فن الطرقات وإمكانية الوصول إليه. عندما تنشر باربارة صورة جديدة، غالبا ما تختفي هذه الصورة سريعا، لأن أحدهم يريد إعادة الانضباط والمحافظة على النظام ويقوم بالتالي بإبعادها ورميها، أو لأن أحدهم أخذها معه ببساطة، للذكرى أو لأي سبب آخر. وقد تحولت باربارة اليوم إلى موضوع تقوم عليه الأبحاث: العديد من الطلبة كتبوا مشروعات ورسائل التخرج حول هذه الظاهرة.

© www.deutschland.de