إلى المحتوى الرئيسي

بيسكي يرسم إسرائيل

نوربرت بيسكي، أحد أهم الفنانين الألمان المعاصرين يقدم أعماله في تل أبيب.

27.10.2015
© dpa/Klaus-Dietmar Gabbert - Norbert Bisky

ألوان قوية، رسوم كبيرة الحجم، لوحات مستوحاة من الواقع بشكل كبير. هكذا تبدو أحدث لوحات الفنان الألماني نوربرت بيسكي، التي يتم عرضها حاليا في إسرائيل. وهي نتيجة مشروع خاص لمناسبة مرور 50 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين ألمانيا وإسرائيل. في مطلع العام تبادل بيسكي مع الفنان الإسرائيلي إيريز إسرائيلي المرسم لمدة ثلاثة أشهر، حيث قدم كل منهما مرسمه -في برلين وتل أبيب- للآخر. وقد أعجب بيسكي بالجمال وحسن الضيافة في البلاد، إلا أنه كان أيضا مصدوما بالتهديدات الإرهابية. وقد كان يسير بشكل يومي عبر شارع ليفينسكي في طريقه إلى المرسم، وكان يقوم بالتقاط الصور بواسطة الهاتف الجوال. وهكذا حصل على العديد من الدوافع والصور الواقعية لتكون موضوعات لوحاته التي رسمها، ويقدمها الآن في معرض "شارع ليفينسكي"، الذي يقام في صالة الفن الشهيرة، معرض فنون غيفون.

واقعية اشتراكية، باسيليز وغويا

من يسعى إلى فك رموز "عالم" الصورة لدى نوربرت بيسكي، يتوجب عليه إلقاء نظرة على مسيرة حياته. بيسكي المولود عام 1970، تربى في ظل حكم ألمانيا الديمقراطية DDR الجائر. وقد كانت الدولة تراقب حتى الفن. النتيجة كانت "الواقعية الاشتراكية". وقد شاهد بيسكي كيف "يمكن أن يختفي العالم بأسره بين عشية وضحاها"، وبات يشكك في الكلمات، وتحول إلى الرسم. بعد الثورة، درس فن الرسم في معهد برلين العالي للفنون، على يد غيورغ باسيليز، الذي كان أيضا يتحدر من ألمانيا الديمقراطية، وكان يشتهر بلوحاته المقلوبة رأسا على عقب. في 1995 انتقل بيسكي لمدة عام إلى إسبانيا، وانشغل هناك بأعمال فرانشيسكو دي غويا وجوزيبة دي ريبراس. وقد كانت أولى أعماله الكبيرة مُنيرة، أشبه بلوحات زيتية ملفوفة بالقطن. أما لوحاته التالية فقد كانت أكثر عتمة. ويمكن اعتبار كلا الاتجاهين على أنهما الجواب والتفاعل الشخصي مع مسيرة حياته. والآن تسيطر عليه الواقعية من جديد.

معرض "نوربرت بيسكي: شارع ليفينسكي" يتم عرضه في صالة فنون غيفون في تل أبيب حتى 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2015.

www.givonartgallery.com

© www.deutschland.de