بون المستدامة
لا تكتفي مدينة بون بأنها تضم المنظمات المستدامة، وإنما تعمل بفعالية ونشاط أيضا
من بخارى في أوزباكستان إلى كيب كوست في غانا إلى لاباز في بوليفيا، بون لديها مدن شريكة وصديقة في شتى أنحاء العالم. الأمر المميز فيها جميعا: وضعت جميع هذه المدن، كما مدينة بون، مسألة الاستدامة عنوانا رئيسيا لأنشطتها. تتبادل فيما بينها المعلومات والمعارف والتجارب المتعلقة بمصادر الطاقة المتجددة، وتلك المتعلقة بإدارة الكوارث والتعامل معها. "فقط من خلال التعاون الدولي والشامل على مستوى الدوائر المحلية يمكننا مواجهة التحديات العالمية"، حسب شتيفان فاغنر، مدير دائرة العلاقات الدولية والاستدامة في مدينة بون. الفكرة هي: تقدم مدينة بون معارفها وخبراتها، وتحصل على الجديد منها. المدينة هي عضو فاعل في اتحاد المدن من أجل المناخ، وفي المجلس العالمي لمبادرات البيئة المحلية (ICLEI)، وهو اتحاد عالمي للمدن والبلدات والدوائر المحلية من أجل حماية البيئة والتنمية المستدامة.
تجتذب المدينة الواقعة على ضفاف الراين كثيرا من المنظمات غير الحكومية
مبدأ الاستدامة من الشعارات المتأصلة في المدينة، وهو يطال البيئة والتنمية والصحة. بالإضافة إلى ذلك تضم المدينة العديد من الفاعلين في مجالات السياسة والاقتصاد والعلوم، على المستويين الوطني والدولي: من منظمات الأمم المتحدة، إلى المجلس العالمي للألعاب الأولمبية الموازية (IPC)، الذي يقوم بتنظيم مسابقات الألعاب الأولمبية للمعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة، إلى المنظمة الدولية للتجارة العادلة (FLO)، التي تعمل من أجل تحقيق التجارة العادلة وتقوم بمنح شعار أو علامة التجارة العادلة.
إن توفر متطلبات وشروط تحول مدينة بون إلى مركز الاستدامة في ألمانيا يعود إلى منتصف التسعينيات. ففي قانون برلين/بون الذي نص على انتقال الحكومة الألمانية الاتحادية من بون إلى برلين، تم النص على أن تكون المدينة الواقعة على ضفاف نهر الراين مركز سياسة التنمية في ألمانيا. ومنذ ذلك الحين يأتي إلى بون باستمرار مزيد من المؤسسات والمنظمات، "وبشكل رئيسي منظمات غير حكومية"، حسب هارالد غانس، كبير مستشاري الأمم المتحدة، "ربما تنجذب إحدى المنظمات إلى برلين، ولكن من المؤكد أن المزيد منها يأتي باستمرار إلى بون.
