نظرة مستقبلية إلى "أحد الانتخابات العظيم"
في يوم الأحد الواقع في الثالث عشر من آذار/مارس الجاري سوف يقرر الناخبون والناخبات مستقبل تركيبة البرلمانات في ثلاث من ولايات ألمانيا الاتحادية دفعة واحدة.
: مبارزة بين سيدتين
تحكم ولاية راينلاند-بفالتس حالياً السيدة مالو دراير من الحزب الاشتراكي الألماني (SPD) ضمن ائتلاف حكومي مع حزب الخضر. تنافسها في انتخابات الولاية السيدة يوليا كلوكنر من الحزب الديمقراطي المسيحي (CDU). مالو دراير في الخامسة والخمسين من العمر، حقوقية، تتربع على عرش راينلاند-بفالتس منذ العام 2013، وهي أول سيدة تتبوأ هذا المنصب في تاريخ الولاية. العلامة المميزة للسيدة دراير هي اللمسة الإنسانية. وقد نجحت خلال فترة ولايتها في إدارة "ملف اللاجئين"، من قضايا الإيواء والتسجيل وغيرها، بكل اقتدار، وعالجت هذا الملف بسلاسة وهدوء بعيداً عن الصخب. أما يوليا كلوكنر، ذات الثلاثة وأربعين عاماً، فقد أقحمت نفسها بقوة خلال الأشهر الأخيرة في الجدل الدائر حول ملف اللاجئين. وهي تطالب بفرض التزام قانوني على اللاجئين يجبرهم على الاندماج، وعلى المشاركة في دورات تعلم اللغة الألمانية، كما تطالب أيضاً بحظر البرقع.
بادن-فورتمبيرغ: رئيس الوزراء المحبوب
في بادن فورتمبيرغ يقود السيد فينفريد كريتشمان (67 عاماً)، من حزب الخضر، حكومة الولاية ضمن ائتلاف حكومي مع الحزب الاشتراكي الألماني SPD، وهو أول رئيس وزراء من حزب الخضر في تاريخ ألمانيا. وبحسب نتائج استطلاعات الرأي فإن السيد كريتشمان "محبوب جداً" من قبل ما يقارب ثلثي مواطني بادن فورتمبيرغ، بما فيهم الكثيرين من أنصار الحزب الديمقراطي المسيحي CDU المنافس. مرشح الحزب الاشتراكي الألماني SPD هو السيد "نيلس شميت"، لكن فرص نجاحه ضعيفة نسبياً. أما الحزب الديمقراطي المسيحي CDU بزعامة السيد غيدو فولف (54 عاماً)، فهو عازم على إنهاء عهد حكومة الائتلاف الأحمر-الأخضر في الولاية. موقف القاضي السابق، فولف من قضية اللاجئين شبيه إلى حد بعيد بموقف السيدة يوليا كلوكنر.
زاكسن-أنهالت: "البديل من أجل ألمانيا" (AfD)، فرص عصية
تنظر ألمانيا بكثير من الترقب والقلق إلى نتائج الانتخابات في زاكسن-أنهالت حيث تعطي التوقعات ما يصل إلى 17 بالمئة لحزب "البديل من أجل ألمانيا" (AfD) الذي يتبنى سياسة عدائية تجاه اللاجئين. يحكم الولاية حالياً رئيس الوزراء السيد راينر هازيلوف من الحزب الديمقراطي المسيحي CDU، ضمن ائتلاف حكومي مع الحزب الاشتراكي الألماني SPD. ووفقاً لاستطلاعات الرأي الحديثة فإن الحزب الديمقراطي المسيحي CDU لا يزال متقدماً على حزب اليسار (Die Linke). بينما يتنافس كل من الحزب الاشتراكي الألماني SPD وحزب "البديل من أجل ألمانيا" AfD على المركز الثالث. كذلك فإن حزب الخضر أمامه فرصة حقيقية لتجاوز عتبة الدخول إلى برلمان الولاية، خلافاً للحزب الليبرالي الديمقراطي FDP. يفسر الخبير في علوم السياسة السيد إيفرهارد هولتمان، الأستاذ في جامعة هالِة، ظاهرة هجرة الأصوات إلى ضفة "البديل من أجل ألمانيا" AfD على أنها تعبير عن تزايد أعداد الناخبين العازمين على استخدام أصواتهم كوسيلة للتعبير عن استيائهم من سياسة اللجوء الحالية.
