إلى المحتوى الرئيسي

"الطاقة هي الموضوع الطاغي"

الصناعة ذات التقنية العالية موجودة في البلدان العربية، في المقام الأول، في التكنولوجيا الأمنية وفي صناعة السيارات.

20.01.2014
© Dr. Peter Göpfrich

السيد الدكتور غوبغريش، هل "الصناعة 4.0" التي تناقش حالياً بشدّة في ألمانيا هي في الإمارات العربية المتحدة أيضاً موضوع مطروح للنقاش؟

كلا، في منطقة الشرق الأوسط، وبالتحديد أيضاً في الإمارات العربية المتحدة وقطر لا وجود لها ببساطة حتى الآن.

ماهو السبب في ذلك؟

لم يسيطر على اقتصاد المنطقة موضوع الطاقة، أي موضوع استخراج النفط والغاز. بعد ذلك تأتي الصناعة البتروكيميائية -المشتقة من مركبات الفحم والهيدروجين- وغيرها من الصناعات المعتمدة كثيراً على الطاقة كصناعة الألمنيوم مثلاً. أما الصناعات البديلة المتنوعة فلا وجود لها، في الوقت الحاضر على الأقل، إلا بصورة بدائية في أحسن الأحوال. وقد يشذ عن ذلك أبو ظبي التي يوجد فيها بعض المكونات التقنية العالية في مجال الأمن والدفاع. وهناك إلى حد معين صناعات خفيفة وصناعات أخرى كالتعدين والاسمنت ولكن هذه الصناعات ليس لها، حسب تقديري، أي علاقة باقتصاد 4.0.

هل سيتغير هذا الوضع على المدى المتوسط؟

من الصعب التكهن إلى أي مدى سينغلق الجسر، وخاصة في دول الخليج بواسطة البترودولار، باتجاه اقتصادات 4.0 في الدول الصناعية، وإذا ذلك فبأي سرعة. في المملكة العربية السعودية هناك مشاريع طموحة. ولكن لم يزل مجال البحث والتطوير في حاجة إلى كثير من الاستكمال، والسكان المحليون ما زالوا غير مرتبطين بشدة بالتطوير الاقتصادي والصناعي المبتكر.

كنت تعمل فترة طويلة من الزمن في القاهرة. فهل دخل موضوع التقنية العالية في اقتصاد مصر، البلد الذي يقف على عتبة التصنيع؟

بالمعنى الضيق وبالمعنى الذي يستعمل فيه عادة تعبير "الاقتصاد 4.0" كـ "مصطلح فني" يمكنني أن أجد في بلاد النيل ماهو أكثر قليلاً مما في بلدن الخليج. فهناك، على سبيل المثال، مصانع لتجميع سيارات بي أم دبليو و مرسيدس تستخدم تقنية عالية في ورشاتها وهناك أيضاً، على أرجح الظن، بدايات للتقنية العالية في قطاع الإنتاج العسكري الذي يفتقر إلى الشفافية. ولكن الاقتصاد 4.0 غير موجود، حسب مشاهداتي، في الوقت الحاضر إلا في البلدان العالية التصنيع بحيث أنه أيضاً في بلد العتبة الصناعية مصر، وعلى الرغم من الإنتاج الصناعي المتنوع، لم يزل من غير المناسب استعمال هذا التعبير.

أجرت المقابلة: زيبيلّه فيلهلم