الشركات متوسطة الحجم والشركاتُ الناشئة – مزيجُ الأحلام

بعد تراجع النشاط الاقتصادي من جراء جائحة كورونا، تنامت في ألمانيا على نحوٍ ملحوظ الرغبةُ في تأسيس شركات: ارتفع عددُ الشركات الناشئة بنسبة 15 في المائة في النصف الأول من عام 2024 مقارنةً بالنصف الأول من عام 2023. وتُنصَح الشركاتُ الناشئة كثيرًا بالتعاون مع الشركات متوسطة الحجم؛ تلتقي الشركاتُ المبتكرة والشابة والمبدعة مع الشركات متوسطة الحجم الراسخة والمستقرة اقتصاديًا. ومع ذلك يبدو أن هذه الفكرة المنطقية تراجعت إلى حدٍ ما مؤخرًا وانخفضت نسبةُ التعاون بينهما.

تعاونٌ مثاليٌّ بين الشركات متوسطة الحجم والشركات الناشئة

تؤمن كيرستن هوخمولر، المديرُ التنفيذيُّ للشركة متوسطة الحجم (مارانتك) المُصنِّعة لمحركات أبواب الچراچات، بأهمية التعاون. وقد ذكرت في تصريحٍ لمجلة (ڤيرتشافتس ڤوخه) قائلةً: "أنا مقتنعةٌ بأن الشركات الناشئة شركاءُ جيدون للغاية، خاصةً عندما يتعلَّق الأمرُ بموضوعات الرقمنة والاستدامة". تتعاون شركتُها مع كوزيرو. تساعد هذه الأخيرة نظيراتها من الشركات من خلال برنامج يُعيِّن كمية انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون ويُقلّلها. تقول مؤسِّسةُ الشركة هيلين تاكه أن التعاون مع شركةٍ متوسطة الحجم يساعدها على العمل دون الحاجة إلى رأس مال مغامِر. "لأننا لم نأخذ ملايين من أصحاب رأس المال المغامِر، نعتمد على التركيز على الحلول وتوفير خدمات للشركات، التي تُقدِّم قيمةً واضحةً ولديها استعدادٌ للدفع مقابل ذلك. وهذا هو أساسُ نموذج عملنا". 

الحكومةُ الاتحادية تدعم المبادرة الرقمية للشركات متوسطة الحجم

ترى المبادرة الرقمية للشركات متوسطة الحجم (ميتل شتاند ديجيتال؛ Mittelstand Digital)، التي تموِّلها الحكومةُ الاتحادية أن التعاون بين الشركات متوسطة الحجم والشركات الناشئة يتميَّز بتبادل الخبرات المتعلقة بالعقلية وأساليب العمل، مما يعود بالنفع على كلا الطرفين. يشير (مركز الترشيد والابتكار في الاقتصاد الألماني إر كا ڤيه) إلى إحدى العقبات التي تحول دون تحقيق مزيدٍ من التعاون: مواقعُ مختلفة وشبكاتٌ متباينة. ويسعى (مركز الاختصاص إر كا ڤيه) للتغلب على هذه العقبات ويوصي بالتجمع في ملتقيات من أجل التعارف: المعارض التجارية، مثل معرض هانوفر كمعرض صناعي، أو برامج الاتحادات الصناعية والتجارية، أو غرف التجارة والصناعة. ويمكن للشركات القائمة والناشئة الالتقاء هناك بأريحية وبدء التعاون.