فستان سهرة من مايسن
مصنع البورسلان (سيراميك) العريق يدخل عالم الموضة والأزياء.
مزهرية على شكل كرة الثلج هي من المنتجات الكلاسيكية لمصنع البورسلان العريق مايسن. أعداد لا تحصى من زهور نبتة كرة الثلج تزين المزهرية المصنوعة بشكل متميز في القرن الثامن عشر. لدى قلة قليلة من الناس تقف هذه القطعة الفنية وراء زجاج العرض في الخزانة، حيث أن مثل هذه القطة النادرة التي أنتجها المصنع العريق الذي يعود عمره إلى 300 عام تقدر قيمتها بعدة آلاف من اليورو. بعض زهور كرة الثلج يمكنها اليوم الاختباء في خزانة الملابس في شتى أنحاء العالم، كما يمكن الاستمتاع بمشاهدتها في حفلات الكوكتيل تزين فساتين تحمل ماركة مايسن. تنتمي الماركة لشركة إيطالية في ميلانو تابعة للشركة الأم مايسن. في أيلول/سبتمبر 2013 قدمت الشركة طليعة فساتينها التي تحمل ماركتها الخاصة.
قامت بتصميم الملابس مصممة الأزياء فريدا فاير. ابنة برلين، ذات الواحدة والثلاثين سنة، حصلت في 2003 على دبلوم التصميم من معهد إيزموند للتصميم في برلين، وهي تعمل منذ ذلك الوقت في عالم الموضة والأزياء. في 2008 أسست ماركتها الخاصة "فريدا فاير". في 2013 أصبحت كبيرة المصممين لأزياء مايسن. كانت علاقتها بالبورسلان قليلة حتى الآن، ولن يتغير هذا الأمر في المستقبل. حيث أن أزهار كرة الثلج على فساتينها مصنوعة من القماش وليس من البورسلان.
بورسلان وقماش، كيف يتحقق التلاؤم بينهما؟ قبل بضعة أشهر قلب مدير شركة مايسن، كريستيان كورتسكة أرشيف مصنع البورسلان ووجد تماثيل من البورسلان تعود إلى القرن التاسع عشر. الملابس التي كانت ترتديها هذه التماثيل لم تكن مرسومة، وإنما كانت حقيقية: حينها كان يتم غمر الملابس في سائل البورسلان، حيث يتم شيها وإلباسها للتماثيل. أي أن البورسلان والملابس كانا منصهرين فيما بينهما، بكل ما في الكلمة من معنى.
منذ أيلول/سبتمبر لم تعد التماثيل وحدها هي التي تتم كسوتها في مايسن، وإنما النساء أيضا. ومن المفترض أن يتم سنويا تقديم مجموعتين من فساتين الكوكتيل والسهرة والعرائس. "جوهر ماركة مايسن هو ليس الموضة، وإنما الفن. لهذا السبب نركز في الشركة على الأزياء التي تجمع بين استخدام المواد الثمينة والفن اليدوي الرفيع والكثير من الإبداع"، حسب كورتسكة. ومن الأهداف الرئيسية لهذا التعاون بالنسبة لشركة مايسن هو كسب جيل جديد من الزبائن للشركة، "دون التخلي عن العراقة والقيم التقليدية".
الفساتين الراقية أصبحت اليوم جزءا من ديكور وفن الشركة التي يعود تاريخها لأكثر من 300 عام. ويسعى كورتسكة، مدير مايسن على المدى الطويل أن تصبح ماركة ملابسه "ماركة متميزة" في عالم الرفاهية والرقي. "نحن في الطريق إلى ماركة موضة عصرية تحمل بين طياتها إرثا ثقافيا يعود إلى 300 عام". توجد هذه القطع الرائعة فقط في متاجر مايسن ولدى بعض الشركاء المختارين.
