إلى المحتوى الرئيسي

أفكارٌ ذكيةٌ من أجل تحوُّل الطاقة

سواءٌ كان هيدروجين أخضر أو ​​بطاريات عضوية: التقنياتُ المبتكرةُ هي مفتاح الاستدامة. نستعرض أربعةَ أمثلةٍ من ألمانيا. 

فولف تسينWolf Zinn , 18.06.2025
العديدُ من الشركات الألمانية تعمل على أفكار من أجل تحوُّل الطاقة.
العديدُ من الشركات الألمانية تعمل على أفكار من أجل تحوُّل الطاقة.

تحوُّلُ الطاقة أكثرُ من مجرد هدفٍ سياسيّ – إنه تحدٍّ تاريخيّ. يتعلَّق الأمرُ باستبدال الوقود الأحفوري، وإعادة تشكيل سوق الكهرباء، ودمج الطاقات المتجددة على نحوٍ أفضل. 

يعمل عددٌ لا حصر له من الشركات في ألمانيا – بدءًا من الكيانات العملاقة وصولاً إلى الشركات الناشئة – بجهدٍ كبيرٍ لتحقيق أفكارٍ ذكية وتقنياتٍ متقدمة لإرساء تحوُّل الطاقة. نستعرض أربعةً منها. 

مفتاح الهيدروجين الأخضر 

يُعتبر الهيدروجين الأخضر تقنيةً محوريةً من تقنيات تحوُّل الطاقة. يكون إنتاجُه بطريق التحليل الكهربائي – أي تفكيك الماء إلى مكوناته الرئيسية، وهما الهيدروجين والأكسجين – باستخدام الكهرباء من مصادر طاقة متجددة. وهنا يأتي دورُ شركة إينابتر (Enapter): لقد طوَّرت الشركةُ، ومقرُها دوسلدورف، أولَ نظام تحليل كهربائي في العالم يُدار بالذكاء الاصطناعي، ويُنتظَر منه زيادةُ الكفاءة الإنتاجية للهيدروجين الأخضر. ومن خلال تطويع الذكاء الاصطناعيّ في التحليل الكهربائي، ترقى العمليةُ برمتها إلى المثالية وتنخفض التكلفةُ الإنتاجية. 

يُصرِّح يورجن لاكمان، المديرُ التنفيذيُّ لشركة إينابتر، قائلاً: "تتعلَّم جميعُ الوحدات إحداها من الأخرى باستمرار بفضل الربط الشبكيّ بين آلاف الأجهزة. ويُتيح الذكاءُ الاصطناعيُّ لدينا خياراتٍ عديدة لمواصلة الارتقاء بأجهزة التحليل الكهربائيّ إلى الأفضل وإتاحة النتائج في الوقت الفعليّ لعملائنا". 

لقد نفّذت الشركةُ، التي تضم نحو 240 مُوظَّفًا، عمليات تركيب لأكثر من 5000 جهاز تحليل كهربائي حول العالم. 

إنتاج أنظمة التحليل الكهربائي لدى شركة إينابتر
إنتاج أنظمة التحليل الكهربائي لدى شركة إينابتر © Enapter

خزان عضوي للطاقة 

بينما لا تزال معظمُ أنظمة تخزين الطاقة تعتمد على تقنية أيونات الليثيوم، تتبع شركة سي إم بلو إنيرجي (CMBlu Energy) من منطقة ألتسناو البافارية نهجًا جديدًا: تعمل الشركةُ على تطوير بطاريات عضوية صلبة الحالة كبيرة الحجم، ولا تتطلَّب مواد خام مُلوِّثة للبيئة أو متفجرة، مثل الليثيوم أو الكوبالت أو النيكل. وتعتمد أنظمةُ التخزين -عوضًا عن ذلك- على اللجنين، وهو مادة نباتية من نفايات صناعة الورق. 

يقول كونستانتين آيس، المديرُ التنفيذي لشركة سي إم بلو إنيرجي: "تجمع بطاريتُنا العضويةُ صلبةُ الحالة بين درجة الأمان العالية وطول العمر الافتراضيّ والاستدامة. وبالتالي، نبتكر فئةً جديدةً كليًا من أنظمة تخزين الطاقة". 

تهدف الشركةُ بهذه التقنية إلى تقديم بديل أوروبي لإنتاج البطاريات الذي تهيمن عليه الدول الآسيوية، وتُقلل من ثم الأعباءَ البيئية والتبعيات الجيوسياسية على حدٍ سواء. لقد اختبرت شركةُ سي إم بلو إنيرجي حلولها في التخزين بنجاح في مشاريع تجريبية، ووصلت بها إلى مرحلة الجاهزية للطرح في الأسواق، وتعمل بالفعل مع شركاء كبار في الصناعة على مواصلة تطبيقها. 

تجميع نظام طاقة شمسية
تجميع نظام طاقة شمسية

أنظمة طاقة شمسية للجميع  

أنشأت شركةُ إنبال (Enpal)، ومقرُها برلين، نموذجَ محطة الطاقة الشمسية المُستأجَرة. والفكرة: تستطيع المنازلُ الاستفادةَ من الطاقة الشمسية دون الحاجة إلى استثماراتٍ أولية باهظة؛ إذ أن الشركةَ تؤجِّر أنظمة الطاقة الشمسية عوضًا عن بيعها – والتأجيرُ يشمل التركيبَ والصيانة.  

يتحكَّم المستخدمون من خلال منصة في أنظمة الطاقة الشمسية وخزانات الطاقة ومحطات شحن السيارات الكهربائية لمواءمة استهلاكهم من الكهرباء بصورةٍ فعَّالة مع ظروف السوق. وهو ما يسمح للمنازل بتخزين فائض الكهرباء أو ضخّها في الشبكة لخفض تكاليف الطاقة. 

يقول ماريو كوله، المديرُ التنفيذيُّ لشركة إنبال: "الطاقةُ الشمسيةُ أقلُ كثيرًا في تكلفتها مقارنةً بالوقود الأحفوري. ومن هنا، فإن استئجارَ أو امتلاك نظام طاقة شمسية يُعدّ استثمارًا معقولًا من الناحية الاقتصادية". 

ماريو كوله، المؤسِّس والمديرُ التنفيذيَّ لشركة إنبال
ماريو كوله، المؤسِّس والمديرُ التنفيذيَّ لشركة إنبال © picture alliance/dpa

محطات طاقة افتراضية  

ستتحوَّل شبكة الطاقة في المستقبل إلى المزيد من اللامركزية والمرونة – وهنا يأتي دورُ شركة نيكست كرافت ڨيركه (Next Kraftwerke). لقد طوَّرت الشركةُ، ومقرُها كولونيا، منصةً لمحطات طاقة افتراضية، تجمعُ آلافًا من مصادر الطاقة المستدامة واللامركزية، مثل توربينات الرياح وأنظمة الطاقة الشمسية ومحطات توليد الطاقة والحرارة المدمجة، في محطة طاقة كبيرة تقبل التحكُّمَ بها. ويمكن لمحطة الطاقة الافتراضية المعنية تغذية الشبكة بالطاقة أو تخزينها حسب الحاجة، لتجنُّب الاختناقات وضمان استقرار الشبكة. 

تُعدّ شركة "نيكست كرافت ڨيركه" واحدةً من أكبر مورِّدي محطات الطاقة الافتراضية في أوروبا بأكثر من 14,000 محطة متصلة وقدرة شبكية تقارب 13,000 ميجاواط.