إلى المحتوى الرئيسي

فكرة من أجل بنغلادش

رواد تحول الطاقة: تمكن سيباستيان غروه من تطوير طريقة تضمن التزود الدائم بالطاقة الكهربائية في المنازل في بنغلادش.

25.01.2017
© solshare - Energy

تنقل سيباستيان غروه كثيرا، إلا أنه استوطن في بنغلادش. حيث قام هناك في عام 2014 بتأسيس شركة مي سولشير، وهي شركة فريدة في مجال نظام توزيع الطاقة تقوم على الطاقة الشمسية. وهي لا توفر فقط لشعب بنغلادش الذي يعيش حوالي 85 في المائة منه في المناطق الريفية إمكانية إنتاج الطاقة بتكلفة زهيدة، وإنما تتيح أيضا تقاسم هذه الطاقة مع الآخرين، أو بيعها لهم.

تلقى الفكرة إقبالا وقبولا، حيث أن حوالي 70 مليون إنسان في بنغلادش ليس لديهم فرصة للحصول على التيار الكهربائي. وقد نال غروه في عام 2016 جائزة الأمم المتحدة لحماية المناخ تقديرا لمشروعه القائم على شبكات صغيرة توفر النور والدخل للمناطق الريفية.

غروه المولود في أشافنبورغ، درس الاقتصاد وبدأ حياته العملية موظفا في مجال الاستثمار المصرفي لدى المصرف التجاري الألماني "كومرتس بانك". وقد أثارته محاضرة حول مسألة "التجارة مع الفقراء" وغيرت مسار تفكيره. وبدل من انتقاله إلى دويتشة بانك، انتقل إلى شركة ميكرو إنرجي إنترناشونال في برلين حيث وجد إمكانات الربط بين التمويل الفردي والطاقة الجديدة. واعتبارا من هذه اللحظة وجد طريقه واستكشف مهمته في هذه الحياة: بعد عدة إقامات بغرض الدراسة في كل من الهند والسلفادور، انتقل بداية إلى هارفارد، ثم كطالب دكتوراه إلى جامعة ستانفورد الشهيرة في كاليفورنيا. هناك وجد المرشد والرفيق الذي يشاركه نظرته وأفكاره. وحصل على الدكتوراه ختاما في بنغلادش.

تشبيك 20000 نظام فردي للطاقة الشمسية

يقول غروه: "في بنغلادش يحصل كل رابع إنسان على الطاقة الكهربائية من ألواح وخلايا الطاقة الشمسية". فكرته كانت في ربط وتشبيك هذه الأنظمة و"المحطات" الفردية الصغيرة مع بعضها البعض، بحيث يمكن تبادل الطاقة الكهربائية فيما بينها، حسب الحاجة والنقص والفائض لدى كل منها. وهكذا سيكون بالإمكان أيضا ربط الناس الذين ليس لديهم تجهيزات الطاقة الشمسية. ويشير غروه إلى أن أنظمة الطاقة الشمسية في بنغلادش مربوطة بشكل يؤدي إلى فقدان الناس 30 في المائة من الطاقة. "من خلال ربط وتشبيك الأنظمة يمكننا رفع مستوى الاستفادة منها". كل من يكون مرتبطا مع هذا النظام سيكون لديه عداد بالاتجاهين، يمكن من خلاله احتساب الاستهلاك الصافي (الفارق بين انتاجه واستهلاكه). وفي حال قام الفرد بتغذية الشبكة بمقدار أكبر من استهلاكه منها يكون قد حقق ربحا في الوقت الحقيقي ويتم تحويل قيمة الفائض بالعملة المحلية "تاكا" على رصيد هاتفه الجوال. وقد انتشرت هذه الفكرة على نطاق واسع وهي تستخدم كنظام دفع. "بهذا يكون بمقدور الناس تسديد فاتورة الرز مباشرة ويلمسون بشكل فعلي المنافع المالية التي يحصلون عليها من توليد الطاقة المتجددة. ويعتبر هذا موردا ماليا جيدا بالنسبة لمستوى المعيشة في بنغلادش، خاصة وأنه لا يتوجب على الناس القيام بأي شيء"، حسب غروه.

في تشرين الثاني/نوفمبر 2015 أطلق مشروعه، وربط ثمانية بيوت مع بعضها، وقد جمع اليوم مع العاملين معه 250 زبونا جديدا في مشروع آخر. حتى 2030 تتطلع شركة مي سولشير إلى تشبيك 20000 نظام شمسي محلي، يعود بالفائدة على أكثر من مليون إنسان في بنغلادش، سيتم تزويد الكثيرين منهم لأول مرة بالطاقة الكهربائية.

www.me-solshare.com     

www.microenergy-international.com

© www.deutschland.de