مدينة الدير الكارولينجية ميسكيرش
في ولاية بادن-فورتمبيرغ تقوم مدينة من العصور الوسطى في ظل شروط تاريخية.
قوة العضلات بدلا من قوة الآلة، عربات تجرها الثيران بدلا من شاحنات النقل، ثياب تقليدية بدلا من الجينز: في منطقة حرجية إلى الجنوب من منطقة أوبرشفابن، وبين نهر الدانوب وبحيرة بودن يتم بناء مدينة دير في ظل ظروف وشروط تاريخية. 30 حرفي متفرغون بشكل كامل ، لبناء 50 منزلا وكاتدرائية تتسع لحوالي 200 شخص في ميسكيرش. وهم يعملون فقط مستخدمين تقنيات ومواد القرن التاسع عشر. كافة مواد البناء، والحجارة والطين والخشب يتم تحضيرها جميعها في موقع الورشة مباشرة، بحيث يجب أن يكون كل شيء، تماما كما كان أيام كارل الكبير. يجري العمل سنويا من 2 نيسان/أبريل، وهو يوم ميلاد القيصر الكارولينجي، وحتى 11 تشرين الثاني/نوفمبر. ويحظى العاملون بعطلة نهاية أسبوع واحدة في الشهر.
فكرة هذا المشروع الضخم جاءت من المستثمر بيرت غورتن، من مناطق الراين. حيث كان قد شاهد بالصدفة نسخة من مخطط دير سانت غالن في مدينته آخن، وهو مخطط كان قد وُضِع في القرن التاسع عشر في جزيرة رايشناو في بحيرة بودن، إلا أنه لم يتم تنفيذه أبدا. اعتمد غورتن في التصميم أيضا على غوديلون الفرنسي، حيث قام أحد الاتحادات بتشييد قلعة معتمدا على تقنيات القرن الثالث عشر. حوالي 300000 زائر سنويا، يدفعون رسم الدخول إلى هذه المدينة النائية، من أجل الاطلاع على ورشة البناء هذه.
بعد تمويل أولي بقيمة مليون يورو، تساهم به المدينة والدائرة المحلية والاتحاد الأوروبي، من المفترض أيضا أن تتمكن ميسكيرش من تحقيق التمويل الذاتي من خلال الرسوم التي يدفعها السياح. ليس الحرفيون وحدهم الذين يتوجب عليهم العمل في ظروف العصور الوسطى، وإنما الزوار أيضا. انطلاقا من ساحة السوق، يتوجب عليهم سلوك طريق أطول للوصول إلى ورشة البناء، وذلك كمرحلة استعداد للدخول في الأجواء الصحيحة. "يتوجب عليهم القيام برحلة عبر الزمن"، يقول غورتن. وإذا ما شعر هؤلاء بالجوع والعطش بعد هذا المسير، فإن مدينة الدير ستقدم لهم فقط ما كان متواجدا خلال القرن التاسع عشر من طعام وشراب. "استطلاعات الرأي بين زوار غوديلون بينت أن الزوار يعودون وسطيا، مرة بعد ثلاث سنوات للاطلاع على التقدم الذي تم إحرازه في البناء." حسبما يؤكد غورتن. إنها السياحة المتسلسلة، حيث تكون البقية في الحلقة القادمة. إذ أنه حتى يتم بناء المدينة، سوف يمضي 40 عاما على الأقل.
