إلى المحتوى الرئيسي

فرانس بيكنباور ترك بصماته في كرة القدم الألمانية

فرانس بيكنباور، الأسطورةُ الأعظم في تاريخ كرة القدم الألمانية. حقق بطولة العالم كلاعب، وكمدرب.

09.01.2024
فرانز بيكنباور مع كأس العالم في بطولة كأس العالم 1974
فرانز بيكنباور في بطولة كأس العالم 1974 © pictureAlliance/dpa

كان فرانس بيكنباور أسطوريا حتى عندما كان لاعبا. الخفة واللياقة التي لعب بها منحته لقب «القيصر» حتى في سنواته المبكرة. وقد حقق نجاحات فريدة، لم يسبقه إليها أحد: فقد حقق بطولة أوروبا وبطولة العالم مع المنتخب الألماني لكرة القدم، كما فاز ببطولات ألمانية وعالمية مع نادي بايرن ميونيخ. في مسيرته المهنية الثانية وكمدرب لمنتخب ألمانيا تمكن من قيادة ألمانيا إلى الفوز ببطولة العالم. وفي الختام كان له دور كبير بصفته أحد الفاعلين الأساسيين، في تنظيم ألمانيا لنهائيات كأس العالم بكرة القدم في 2006.

فرانس بيكنباور كان بالتأكيد الشخصية الأكثر تأثيرا في

مسيرة ناجحة مبكرة مع نادي بايرن ميونيخ

في حي غيزينغ في ميونيخ ولد بيكنباور وبدأ اللعب في نادي بايرن ميونيخ منذ طفولته. سرعان ما تطور إلى أحد اللاعبين الأساسيين. وحقَّق مع فريق بايرن ميونيخ ألقابًا عدة، من بينها أربعة ألقاب للدوري الممتاز، وتُوجِّ بثلاثة ألقابٍ في كأس أوروبا لأبطال الدوري، وحاز بطولةً لكأس العالم للأندية. «فرانس بيكنباور هو الشخصية الأكبر على الإطلاق التي شهدها نادي بايرن ميونيخ»، قال رئيس بايرن ميونيخ أولي هونس، الذي فاز إلى جانب بيكنباور ببطولة العالم وبطولة أوروبا. «إنه لا ينسى، كلاعب وكمدرب وكرئيس وكإنسان. لا يمكن لأحد على الإطلاق الوصول إلى ما وصل إليه».

بطل أوروبا وبطل العالم كلاعب

بيكنباور ترك بصماته أيضا على لعب المنتخب الوطني الألماني. في العام 1972 قاد المنتخب بداية إلى بطولة أوروبا. بعدها بسنتين فقط تمكن من تحقيق النصر الأكبر لبلاده والفوز ببطولة العالم: وقد حققت ألمانيا في ظل قيادته للمنتخب الوطني الفوز في المباراة النهائية على هولندا. مع نهاية مسيرته المهنية المظفرة لعب إلى جانب النجم البرازيلي بيليه في الولايات المتحدة لفريق كوزموس نيويورك.

وقد كان الحزن الكبير على فراقه عالميا. «لم يسبق أن كان هناك مثيل له، ولن يكون كذلك في المستقبل. شخصية القيصر الأبدية لا تقارن»، حسبما كتبت عنه الجريدة الإسبانية الرياضية «ماركا». «لو باريزيان» الفرنسية كتبت بدورها: «فرانس بيكنباور سوف يبقى دوما في عالم الرياضة بين الشخصيات الأزلية التي لا تموت». إنه كان «لاعب كرة القدم الكامل»، كتبت عنه «الغارديان» البريطانية.

بطل العالم كمدرب المنتخب الوطني الألماني

بعد مسيرته الناجحة كلاعب في صفوف المنتخب، حقق نجاحات كبيرة كمدرب للمنتخب الألماني. في البداية قاد المنتخب الألماني كمدرب - بدون أن يحمل شهادة تخرج كمدرب - في العام 1986 إلى المباراة النهائية لكأس العالم مقابل الأرجنتين، وخسر أمام منتخبها 3:2. بعدها بأربع سنوات جاء النصر الكبير، وفاز ببطولة العالم في إيطاليا في 1990: وقد فازت ألمانيا أمام الأرجنتين مع نجمها المتألق دييغو مارادونا في المباراة النهائية هذه المرة بنتيجة 1:0.

أسطورة الصيف 2006 - نهائيات بطولة العالم بكرة القدم في ألمانيا

واستفاد الاتحادُ الألمانيُّ لكرة القدم من شخصية اللاعب الراحل وبراعته في إتقان عدة لغات في ملف التقدُّم لاستضافة بطولة كأس العالم 2006. وباتت البطولة، التي عُرفت لاحقًا باسم "أسطورة الصيف"، الجوهرةَ البراقة في مسيرة بيكنباور إداريًا. وأعقب البطولةَ تراشقٌ بالاتهامات، عندما كُشف النقابُ عن مدفوعاتٍ مشبوهة. ودافع قادةٌ سياسيون ألمان سابقون عن بيكنباور في الفضيحة التي أحاطت بتنظيم كأس العالم 2006.

«ظاهرة استثنائية» فرانس بيكنباور

لم يكن عالم كرة القدم وحده الحزين على فراق «القيصر». كتب المستشار أولاف شولتس ناعيًا: "كان فرانس بيكنباور واحدًا من أعظم لاعبي كرة القدم في ألمانيا وكان 'القيصر' كذلك بالنسبة لكثيرين، لأنه كان مناصِرًا للكرة الألمانية على مدار أجيالٍ متعاقبة". وأثنى رئيسُ الجمهورية الاتحاديُّ فرانك-فالتر شتاينماير على الراحل واصفًا إياه "بالظاهرة الاستثنائية" و"السفير فوق العادة لبلادنا".

(مع dpa)