إلى المحتوى الرئيسي

استراتيجيات ضد نقص المياه

مشروع الاتحاد الأوروبي لتنقية المياه عضوياً يحسّن إدارة المياه في شمال إفريقيا

28.10.2014
© BTU Cottbus - Waterbiotech

جوغار في جبال دورساله الشمالية التونسية: هذه القرية تعيش منذ أجيال كثيرة على الزراعة، بساتين واسعة تغطي السفوح المحيطة بالقرية. وهي قرية لا يمكن وصفها بأنها مركز للتحديث السريع. ولكن منذ بضع سنوات أصبح لدى القرية محطة ذات كفاءة عالية لتنقية مياه الصرف الصحي. إلا أن المحطة لا يمكن التعرف عليها من النظرة الأولى. فبدلاً من رؤية الخرسانة الإسمنتية تشاهد العين مرجاً أخضر. إلى جانب قصب البردي الكثيف ينمو نبات على ارتفاع متر وهو نوع من الحلفا المتوسطية. تشكل المجموعة وسطاً عضوياً اصطناعياً رطباً يسمى، حسب قول المهندس الألماني غرهارد شوريس، محطة تنقية نباتية. ولقد قام المصممون ببناء مراحل التنقية المختلفة على شكل مصاطب متدرجة في الطبيعة النباتية. وهو حل مثالي، كما يقول شوريس. "بهذه الطريقة لا نحتاج إلى طاقة ضخ إضافية".

يعتمد تأثير الوسط العضوي الاصطناعي الرطب، بالدرجة الأولى، على الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في منطقة الجذور. فهي تفكك بواسطة عملية الاستقلاب ما تحمله مياه الصرف الصحي من أوساخ عضوية. كما أن النباتات قادرة، علاوة على ذلك، على امتصاص وربط مواد ضارة مختلفة. كما أن الجراثيم المسببة للأمراض يتم قتلها بواسطة ترقيد الماء فترة كافية من الزمن. والماء الناتج في نهاية عملية التنقية يمكن استعماله بدون أي مشكلة لأغراض الري.

يعتبر المهندس غرهارد شوريس، مدير "معهد البيئة في مركز الأبحاث، في مدينة بريمرهافن (الألمانية)، محطة التنقية في جوغار واحدة من الإمكانات العديدة الواعدة لتحسين إدارة المياه. إذ إن عدد مناطق العالم التي تعاني من شح المياه يتزايد باستمرار. في أغسطس/آب 2011 بدأ الاتحاد الأوروبي، بقيادة "معهد البيئة في مركز الأبحاث" بريمرهافن، مشروع "الوسط الحيوي المائي" Waterbiotech. كانت المدة المخصصة لتنفيذ المشروع 30 شهراً وكان المبلغ المخصص له نحو مليون يورو وقد تم إنجازه بنجاح بعقد مؤتمر ختامي في يناير/كانون الثاني 2014 في مراكش. ولقد شارك في المشروع، إلى جانب الخبراء الأوروبيين، اختصاصيون من تونس ومصر والجزائر والمغرب والمملكة العربية السعودية وكذلك من السنغال وغانا وبوركينا فاسو.

ويقول شوريس: وضعنا معاً هدفاً مشتركاً وهو تحديد الحاجة بدقة في بادئ الأمر ثم تحديد التقنيات اللازمة للتنفيذ. كما وتبادل الشركاء المشاركون في المؤتمر ما لديهم من معارف وخبرات. ويقول شوريس "هناك خبرات كثيرة جداً على الصعيد المحلي"، كما هو الحال في جوغار. ولكن في كثير من الأحيان لا يتوفر مثل هذه الخبرات في بلدان مجاورة. هنا أيضاً فتح مشروع "الوسط الحيوي المائي" طرقاً جديدة.

وفي هذا الصدد يوضح غرهارد شوريس، إنه ينبغي أن يعرف المرء بدقة أية تقنيات مناسبة تماماً وبصورة فضلى لكل حالة من الحالات. ومن أجل دعم مثل هذه العمليات من اتخاذ القرار تم، في إطار مشروع "الوسط الحيوي المائي"، وضع تعليمات إرشادية وبرامج حاسوبية خاصة. وهناك خطط لتنفيذ مشاريع لاحقة. ويقول شوريس: إن تطوير طرق جديدة سيقوي، فضلاً عن ذلك، مكانة أوروبا كموقع للابتكار والتجديد ويجعلها أكثر قدرة على المنافسة عالمياً. وهكذا يستفيد جميع المشاركين.

كورت دو سواف