إلى المحتوى الرئيسي

"التعليم هو الأساس"

فقط 1 في المائة من اللاجئين يدرسون في الجامعات، على خلاف نسبة 37 في المائة من مجمل شباب العالم. كيف يمكن تغيير هذا الأمر؟ كان هذا موضوع مؤتمر عُقِدَ في برلين. 

بيتينا ميتلشتراس, 21.06.2019
وزير الخارجية الألماني هايكو ماس يفتتح المؤتمر.
وزير الخارجية الألماني هايكو ماس يفتتح المؤتمر. © Felix Zahn/photothek.net

"يتحدثون عن المدارس حتى قبل حديثهم عن الطعام"، حسب تعبير فيليبو غراندي المفوض السامي لشؤون اللاجئين في منظمة الأمم المتحدة، في حديثه عن الحوارات التي أجراها مع اللاجئين من مختلف أنحاء العالم، على مدى أكثر من ثلاثة عقود. يومان قبل يوم اللاجئين العالمي في 2019 افتتح وزير الخارجية الألماني الاتحادي هايكو ماس مع غراندي في برلين مؤتمر "الواحد في المائة الآخرون – لاجئون يدرسون في جامعات العالم"، الذي تنظمه وزارة الخارجية الألمانية بالتعاون مع الهيئة الألماني للتبادل العلمي (DAAD) ووكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR). لا يشكل التعليم الجامعي في بلاد الاستقبال الأولي للاجئين مجرد فرصة للأفراد تمنحهم الشعور بإنسانيتهم، حسب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس: "إنها الأمل لأسر اللاجئين ومجتمعاتهم بأكملها. اللاجئون الذين يدرسون في الجامعات هم القدوة لنظرائهم، كما أنهم يعتبرون إغناء للدول المستقبلة لهم، ناهيك عن أنهم يمكن في ذات يوم أن يشاركوا في إعادة إعمار بلدانهم الأم". 

إلى كلمة وزير الخارجية ماس

برامج ناجحة من أجل شباب اللاجئين

بفضل منحة دراسية من مبادرة اللاجئين الأكاديمية الألمانية ألبرت آينشتاين  (DAFI) تمكنت على سبيل المثال فوني جويس فوني من جنوب السودان من الدراسة في جامعة كينياتا في كينيا. وهي تحمل اليوم بكالوريوس في الاتصالات الشاملة، وتقوم بتأهيل اللاجئين، كما أنها واحدة من الرؤساء في مجلس الاستشارات الشبابي العالمي (GYAC) التابع لمفوضية اللاجئين UNHCR، وواحدة من مؤسسي مبادرة YEMI. وهي تساعد الشباب على إطلاق وتطوير إمكاناتهم. "فقط من خلال التعليم يمكنك استكشاف قدراتك"، قالت ابنة السابعة والعشرين على منبر الاجتماع في برلين، وأكدت على قيمة وأهمية دعم دراسة اللاجئين التي لا تُعَوَض. عندما لا يستكشف المرء بشكل إيجابي قيمته الذاتية، فإنه يبقى مثل كرة يسهل التلاعب بها، من خلال دعاة الحرب وزعمائها. "التعليم مهم جدا من أجل السلام. الإنسان الذي يدرك ماذا يريد بفضل التعليم، ويتعرف على أهمية التنوع الثقافي، سوف يكون من السهل جدا أن يتحول إلى سفير للسلام، بلدا من أن يكون مخربا لهذا السلام". فوني جويس فوني لا تريد الآن الاكتفاء بدراسة الماجستير، وإنما تريد أيضا أن تكون ناشطة فعالة من أجل اللاجئين، وربما تصبح كذلك في بلدها، جنوب السودان ذات يوم أيضا، حيث تتطلع إلى نشر السلام والتنمية. "التعليم هو الأساس لذلك. التعليم هو كل شيء، ويجب علينا الاستفادة من هذه الفرصة".

يجب علينا أن نعمل على أن يستعيد شباب اللاجئين الشعور بأن الحياة شيء عظيم جميل
فيليبو غراندي، المفوض السامي لشؤون اللاجئين في منظمة الأمم المتحدة

ينتمي محمد شيخاني أيضا إلى نسبة الواحد في المائة من أولئك الذين نجحوا بعد اللجوء في دخول إحدى الجامعات. المهندس الشاب، المتخرج من جامعة دمشق التجأ إلى لبنان هاربا من الحرب الدائرة في سورية، حيث تقدم هناك بطلب الانتساب إلى برنامج "كوادر قيادية من أجل سورية"، للهيئة الألمانية للتبادل العلمي DAAD. وهكذا جاء إلى ألمانيا كواحد من بين 224 حاصل على منحة من هذا البرنامج، وأنجز دراسة الماجستير في موضوع "هندسة الموارد المائية" في معهد كارلسروة للتقنية (KIT). منذ شباط/فبراير 2018 يحضر شيخاني لنيل الدكتوراه في مركز هيلمهولتس لأبحاث البيئة (UFZ) في ماغدبورغ، حيث يجري أبحاثه على آثار تحول المناخ على البحيرات ومخزونات المياه. "لم أتصور في يوم من الأيام أن أكون في عام 2019 في واحد من أهم مراكز الأبحاث، وأن يقودني ذلك إلى أفريقيا وأن أكون هناك على علاقة مباشرة مع أزمات الحدود بين رواندا والكونغو"، حسب السوري الشاب. وأضاف أن هذا يمنحه الفرصة لتوظيف تجاربه وخبراته الذاتية خلال اللجوء وما ترتب على ذلك من دراسات وأن يضعها في خدمة الآخرين ومساعدتهم.

فييلبو غراندي يزور معرض "الواحد في المائة الآخرون" في وزارة الخارجية.
فييلبو غراندي يزور معرض "الواحد في المائة الآخرون" في وزارة الخارجية. © Felix Zahn/photothek.net

إتاحة الفرصة للتعليم

ليس فوني وشيخاني هما الوحيدين اللذين يتحدثان باستمرار عن قيمة وأهمية المنحة الدراسية التي حصلا عليها، وعن الآمال والفرص التي فتحتها لهما. 22 مشارك من طلبة وأعضاء في ألومني (رابطة خريجي ألمانيا) من شتى أنحاء العالم يتحدثون خلال المؤتمر عن تجاربهم وخبراتهم، وذلك بفضل برامج DAFI أو برامج التعليم المتواصل، أو برنامج الآمال "HOPES" أو كوادر قيادية من أجل سورية. قصص نجاحاتهم، وحماسهم المثير للإعجاب الذي يتجلى في سعيهم إلى نقل هذه الفرصة "الهدية" في التعلم إلى الآخرين، يمكن أيضا أن تشجع المجتمع الدولي على بذل وتقديم المزيد، حسب فيليبو غراندي. "لا يجوز أن نستسلم إلى الادعاءات باستحالة حل مشكلة النزوح العالمية". 

المفوض السامي لشؤون اللاجئين يسعى جاهدا لأن يتمتع 15 في المائة من اللاجئين بفرصة الدخول مجال التعليم العالي بحلول العام 2030. "نحن ندين بهذا للآباء والأسر والمجتمعات وقبل كل شيء للشباب الذين يتطلعون إلى التعليم بكل شغف. يجب علينا أن نعمل على أن يستعيد شباب اللاجئين الشعور بأن الحياة شيء عظيم جميل، وأنها يمكن أن تنطوي على الفرص"

مزيد عن المؤتمر الدولي

© www.deutschland.de

You would like to receive regular information about Germany? Subscribe here: