إلى المحتوى الرئيسي

قصص بيروت القصيرة

تتناول النصوص موضوعات الحرب، وكذلك موضوعات النضج ودخول سن البلوغ في عصر العولمة: ورشة الكتابة "قصص بيروت القصيرة" أنجبت حكايات قصيرة ممتعة.

22.03.2017
© Sarah Kanning - Book Fair

ازدحام صباحي في الدورية العسكرية، يفقد جابر صوابه. فهو لا يتحمل رؤية الدورية المدججة بالسلاح، وهي تمر أمام حديقة صغيرة، أمضى فيها طفولته، قبل أن تمتلئ المدينة بالألغام وينتشر القناصة من حولها في كل مكان. بسلام تتساقط قطع الثلج عندما يفقد جابر صوابه. مشهد مليء بالتناقضات. إنها 14 صفحة فقط، يتعرف القارئ من خلالها على جابر. ولكن قصة أيهم كازون القصيرة "العاصمة" تشد القارئ حتى السطر الأخير وتبقى بعد ذلك طويلا في الذاكرة. لا يُصَرّح كازون في أية مدينة تدور أحداث القصة. بهذا يكون مسرح الحرب المضطرب قابلا للاستبدال بأي مكان آخر. بيروت؟ دمشق؟ أم أنها إحدى مدن الحرب الأخرى الكثيرة هذه الأيام؟ 

أيهم كازون هو أحد الذين وصلوا إلى التصفيات النهائية في ورشة الكتابة "قصص بيروت القصيرة"، وهو مشروع مشترك بين مؤسسة KfW ومعهد غوتة في لبنان واتحاد ليتبروم بمشاركة مؤسسة الكومنولث في لندن. وبالتعاون مع ليتبروم تمّت ترجمة القصص الثلاث التي وصلت إلى المرحلة النهائية إلى اللغة الألمانية، وهي للكتّاب: اللبنانية رولا حسين، واللبناني أيهم كازون والسوري عروة المقداد. وقد تم تنظيم ورشة الكتابة في لبنان عام 2016 بعد النجاح الكبير لورشتي الكتابة في القاهرة. وفي 2017 سوف يكون هناك مرحلة جديدة في بيروت. 

Book Fair

"بصيص أمل"

الكاتب والصحفي والمترجم حسين الموزاني الذي أشرف على ورشات الكتابة في عام 2016، يصف ورشات الكتابة هذه بأنها "بصيص أمل". "الكتابة" حسب الموزاني، "أساسية جدا". ورشات الكتابة في مصر ولبنان كانت مختلفة، وبالمقارنة مع القاهرة فإن قصص الكتاب الشباب في بيروت كانت أكثر تعمقا وتنوعا، كما كانت أكثر حداثة وأقل تاريخية. في العديد من القصص تلعب الحرب دورا مهما. ويقول الموزاني أنه قد شجع المشاركين على "الكتابة بالعربية الفصحى، لكي يستطيع كل قارئ أن يفهم، وأن يضعوا في قصصهم بعض العقبات الصغيرة، كي يبقى القارئ يقظا".

في معرض فرانكفورت للكتاب 2016 قدم كاتبان من الواصلين إلى التصفيات النهائية في ورشات الكتابة قصصهما، وهما الكاتب والمدون أيهم كازون وكاتبة السيناريو والشاعرة رولا الحسين. موقع دويتشلاند Deutschland.de تحدث معهما.

رولا الحسين - "الفستان"

تدخل سيدة متجرا فاخرا للملابس في بيروت. على مدى شهرين من الزمن لم تتجرأ على الدخول، وكانت تتأمل باستمرار فستانا من الخارج فقط، عبر الواجهة الزجاجية للمتجر. وعندما تشجعت أخيرا على الدخول، وضعت تصوراتها وأفكارها البائع أمام تحديات لا حل لها: فهي لا تريد فقط شراء فستان واحد، وإنما سبعة فساتين متماثلة. فهي تحتاج فستانا لكل يوم.

"لقد أعدت كتابة قصتي القصيرة خلال الورشة مرتين بالكامل، وتحدثت مع المشاركين الآخرين مرارا وتكرارا حول تفاصيل القصة. أضفت إليها أشياء، منها على سبيل المثال الحوار باللغة الفرنسية في داخل المتجر، ثم عمدت إلى الاختصار. أستاذنا حسين الموزاني أكد لنا وألزمنا بأن القصة القصيرة لا يجوز أن تحتوي أشياء لا ضرورة لها. أنا أكتب الشعر عادة. خوفي الكبير كان في أن يقول أحد ما، أن القصة ربما تكون أجمل، لو كانت قصيدة. إلا أن ورشة الكتابة شجعتني: ربما أقوم بتطوير رواية اعتمادا على هذا النص. لقد قمت بالتسجيل في ورشة عمل لكتابة الروايات".

يمكن هنا تنزيل القصة

أيهم كازون - "العاصمة"

يصاحب القارئ بطل القصة جابر أولا خلال هروبه من الجيش، ثم خلال القبض عليه، وأخيرا خلال انفجاره في وجه الدورية الصباحية. الانطباع عن المدينة التي تغيرت بفعل الحرب يؤثر كثيرا، وتصبح الآلام محسوسة أكثر من خلال عيني جابر الحزينتين.

"كتابة قصة قصيرة تكون أحيانا أصعب من كتابة الرواية. هذا ما يبدو لي على الأقل. أنا لست أديبا، إلا أنني أردت رغم ذلك أن أطلع القارئ على عالمي الخاص. ورشة العمل فتحت لي آفاقا جديدة. تعلمت الكثير. وأنا أعرف الآن كيف يمكنني أن أطور نفسي، وأنا في غاية الحماس. قبل فترة وجيزة بدأت كتابة القصة الثانية. وهي تدور مجددا حول الحرب. إنها الحرب التي لا تريد أن تغادر أفكاري".

يمكن هنا تنزيل القصة

مزيد من المعلومات عن قصص بيروت القصيرة

© www.deutschland.de