ترانس ميديالة في برلين
ترانس ميديالة في برلين هو عبارة عن مهرجان الفن والثقافة والتقنية في ألمانيا، وهو يهتم بشكل أساسي بمناقشة مسألة الإنترنت.
"ليست الإنترنت هي مجرد ما يعتقده الكثير من الناس. وليست هي ما كنت أظنه عنها. بطريقة أو بأخرى تحولت ضدي وتسببت لي بالأذى". تعتبر هذه العبارات مدهشة للوهلة الأولى، خاصة عند صدورها من أحد كبار مؤيدي الإنترنت: ينتمي الكاتب والمدون ساشا لوبو لأشهر الوجوه بين مستخدمي شبكة الإنترنت في ألمانيا. وفي مقالة في صحيفة فرانكفورتر ألغماينة، تحدث في مطلع 2014 عن خيبة أمله لأن الإنترنت باتت وسيلة للمراقبة، أكثر منها وسيلة للإعلام. وهو ليس الوحيد الذي يخشى على الشبكة من مثل هذا التطور. هذه الهموم والأفكار ستكون على بساط البحث في منتدى ترانس ميديالة في برلين.
اختار القائمون على مهرجان الفن والثقافة والتقنية في ألمانيا عنوانا لمهرجان 2014 هو ظاهرة ليس لها علاقة بالإعلام، وإنما هي ظاهرة طبيعية: مصطلح "Afterglow" (الشفق) يصف صورة السماء الملونة التي تبدو بعد انفجار بركان ما. وتقول الرسالة أن آثارا كثيرة للتقنية الرقمية (ديجيتال) تتلاشى بعد فترة، بينما كان البعض منها منذ البداية، شكلا أكثر منها مضمونا. هذا بالإضافة إلى فضائح الموظف السابق لدى المخابرات الأميركية إدوارد سنودن، والتي كان من بعض ما فضحته تجسس وكالة الأمن NSA على مواطنين ألمان، وتنصتها حتى جهاز الهاتف الجوال الخاص بالمستشارة الألمانية الاتحادية أنجيلا ميركل.
هذه الجوانب المظلمة للحداثة تلعب دورا رئيسيا في مهرجان ترانس ميديالة، الذي يحاول تتبع العلاقة بين الفن والسياسة، وبين الإنسان والآلة. ولاشك أنه يتم انتظار إحدى المتحدثات بالكثير من الشوق والحماس: صانعة الأفلام الوثائقية لاورا بويتراس، التي كانت واحدة من صناع الإعلام الذين تواصلوا مع "فاضح الفساد" إدوارد سنودن بغية نشر ما لديه من معلومات. وستتحدث بويتراس في برلين عن "الفن بصفته دليل إثبات".
على التوازي يقوم فنانو أداء وفيديو بعرض أعمالهم في دار ثقافات العالم في برلين. أحد هذه المشروعات يجمع 70 قرصان "هاكر" للكومبيوتر الذين يمكنهم خلال 48 ساعة إنجاز معرض سريع. وهو ما يبدو بدوره إشارة واضحة إلى ديناميكية التجديد. "لا يجوز أن تكون هذه الخسارة هي النهاية"، كتب ساشا لوبو. "الإنترنت تعطلت، إلا أن فكرة التشابك الرقمي لم تتعطل معها".
ترانس ميديالة 2014 من 29 كانون الثاني/يناير حتى 2 شباط/فبراير في برلين.
