استرجاع أنسيلم كيفر
معرض استرجاعي كبير للماضي في مركز بومبيدو في باريس، تكريما للفنان الألماني الذي يعيش في باريس، أنسيلم كيفر.
يعتبر أنسيلم كيفر منذ سنوات عديدة واحدا من أكثر عشرة فنانين شعبية في العالم. وقد كان دوما شيئا متميزا. صحيح أنه كان تلميذا لدى يوزف بويس، إلا أنه لم يكن أبدا ضمن صفه. "انتقلت مع صوري الملفوفة فوق ظهر سيارة فولكسفاغن خنفساء (كيفر) إلى دوسلدورف، لكي أعرضها على بويس". حتى أنه رفض الطريق التقليدية للرسام، التي تمر عبر الفكرة التي يليها دفتر الرسم ثم التنفيذ. "كان علي في هذه الحال اعتبار أن النتيجة معروفة ويجب الوصول إليها، وهذا لم يمكن ممتعا بالنسبة لي إطلاقا". حيث أن لوحاته قريبة من اللا شيء، وأبعد ما تكون عن الانتهاء، حسبما ذكر في إحدى المرات.
من هذا "اللا شيء" يقدم مركز بومبيدو في باريس بعضا من الأعمال الاسترجاعية الكبيرة، منها أعمال تعود إلى نهاية الستينيات وحتى اليوم. على مساحة 2000 مترا مربعا يجمع المعرض ما يقرب من 500 عمل. ومن بين اللوحات المعروضة أعمال معروفة على المستوى العالمي، تبين مدى تأثر كيفر بالموضوعات التاريخية، منها مثلا الرباعية (1973)، الروح (1976)، مارغريتة (1981)، سولاميت (1983). وفي منتدى مركز بومبيدو تنتظر الزوار تركيبة هائلة أبدعها كيفر في بارجاك الفرنسية بين عامي 1993 و2007. في داخل هذه التركيبة يسحر الزائر مَشهد كونيّ متكامل من مواد الفنان المحببة إلى قلبه، الرماد والرصاص وآلاف الصور التي التقطها الفنان خلال مسيرته الفنية، والتي تتيح مدخلا إلى سيرته الذاتية وأعماله المختلفة المتنوعة.
قبل حوالي 25 عاما هاجر من ألمانيا
ولد أنسيلم كيفر في 1945 قبيل انتهاء الحرب العالمية الثانية، في قبو ملجأ من الغارات الجوية في أحد المشافي في دوناو إيشينغن. كان أبوه أستاذ فن، وساعده في وقت مبكر على التعرف إلى التقنيات الفنية وتقنيات الصور. بعد الدراسة عمل بداية في مناطق غابة أودن فالد. ومع معرض لندن "روح جديدة في الرسم"، تمكن في عام 1981 من بلوغ الحلبة العالمية. في 1991 ترك ألمانيا، وسافر إلى نيبال وتايلاند والصين وأستراليا والمكسيك، ووهب جل وقته ونفسه للتصوير والكتابة، قبل أن يستقر به المطاف في 1993 في فرنسا.
استرجاعية "أنسيلم كيفر" من 16 كانون الأول/ديسمبر حتى 18 نيسان/أبريل 2016 في مركز بومبيدو، باريس
