لمناسبة مرور 200 عام على ولادة غيورغ بوشنر
لمناسبة ميلاد غيورغ بوشنر تحتفل مدينته، وتفتخر بأن المفكر والشاعر الكبير مازال اليوم معاصرا، تماما كما كان قبل 200 عام.

إنه رجل الساعة: عبقري الأدب غيورغ بوشنر، ولد قبل 200 عام، ومازالت أعماله معاصرة، كما كانت في حياته. هذا ما تؤكده العديد من المعارض والعروض الفنية التي تقام في احتفالية هذه الذكرى. وهي تنتمي إلى المشروع المسرحي "خشبة مشرح بوشنر" الذي تقيمه مدينة الكاتب والثوري الاجتماعي في جنوب هيسن: "الحرية، العدالة، الأخوة. ذكريات عن أوروبا" تقوم على دراما بوشنر المعروفة "موت دانتون" (1835). وضن إطار هذه المسرحية، التي تدور أحداثها حول الثورة الفرنسية، وطريق الفكر الأوروبي الحر، تعمل فرق من ممثلين من فرنسا وألمانيا وبولونيا على إنجاز هذه المشاهد، التي تشكل في ذات الوقت بحثا عن جذور الثقافة المشتركة في القارة الأوروبية. المشروع الذي يحظى أيضا بدعم المفوضية الأوروبية، ومفوض الحكومة الألمانية الاتحادية لشؤون الثقافة والإعلام، سوف ينتقل بعد العرض الأول في ألمانيا إلى البلدان المجاورة، حيث سيتم عرضه هناك. وفي عصر أزمات السياسة الاقتصادية والنقدية التي تعصف بأوروبا، من المفترض أن تثير هذه العروض الاهتمام والحوار حول الأسس المستدامة والأبدية للوعي الذاتي الأوروبي، كما ستكون إحياء لذكرى بوشنر بصفته من أبرز "الأوروبيين" و"الاجتماعيين".
الريادة هنا من نصيب "خشبة مسرح بوشنر"، وهي فريق العمل المحيط بصانع المسرح كريستيان زور، الذي عمل طويلا كممثل في المسرح الألماني ومسرح شيفباوردام في برلين. وقام في 2008 بتأسيس مسرح في المنطقة الريفية التي ولد فيها بوشنر، في جنوب ولاية هيسن، كان أشبه بجوهرة كريمة ثمينة في الريف. هنا، وفي رديشتات، التي تبعد 40 كم إلى الجنوب من فرانكفورت، يشعر المرء أنه يعيش بين أحضان أعمال بوشنر. وفي منطقة غوديلاو في المدينة، يقع مسقط رأس بوشنر. وهو يشكل أحد المواقع الأصيلة القليلة المتبقية في ألمانيا، التي تحتضن معرضا دائما عن حياة الشاعر والثوري وعالم الطبيعة. هنا، وفي 17 تشرين الأول/أكتوبر 1813 جاء المولود الأول للطبيب إرنست وزوجته كارولين بوشنر. هنا تشمخ جذور العبقري، الذي وصفه باول سيلان، حامل جائزة بوشنر بأنه "شاعر الملكوت".
ذكرى 200 عام على ولادة غيورغ بوشنر في 17 تشرين الأول/أكتوبر