إلى المحتوى الرئيسي

مسلسلُ البقاء على قيد الحياة ذائعُ الصيت من ألمانيا

يُعد يوتيوب من المنصات الأكثر شعبيةً بين الشباب الألمان – تحديدًا فكرةُ صانع محتوى ألماني على يوتيوب تُحقِّق نجاحًا هائلاً هناك. 

04.01.2024
صُوِّر الجزءُ الأول من برنامج زيبن فيرسوس ڤيلد "7‎ vs. Wild".
صُوِّر الجزءُ الأول من برنامج زيبن فيرسوس ڤيلد "7‎ vs. Wild". © picture alliance / blickwinkel/McPHOTO/R. Mueller

إنستغرام في المقدمة، ومن بعده يوتيوب – هذا هو ترتيب شعبية منصات التواصل الاجتماعيّ في أوساط الألمان الأصغر سنًا من 25 عامًا. تُحقِّق المقاطعُ الأقصر زمنًا بشكلٍ خاص رواجًا متزايدًا على موقع يوتيوب في ألمانيا: قناة هيرته تست "Haertetest" على سبيل المثال مع تجارب حول الثبات، أو قناة الشرح الناطقة بالإنجليزية كوترز جيزاجت – إن أ ناتشل "Kurz gesagt – In a Nutshell"، أو القناة التجريبية كيندر شبيلتسويج كنال "Kinder Spielzeug Kanal".  

ولكن يمكن للأمور أن تتخذ مسارًا مغايرًا تمامًا أيضًا، ومن هنا جاء الدورُ على فكرة صانع المحتوى على يوتيوب فريتز ماينيكه: سبعةُ مشاركين، وسبعةُ أيام، وسبعةُ أغراض – والاسم زيبن فيرسوس ڤيلد "7‎ vs. Wild"؛ بمعنى: سبعةٌ في مواجهة البرية. تدور الفكرةُ الرئيسية للبرنامج الأضخم في أوروبا على منصة يوتيوب حول قضاء أسبوع على انفراد في البرية باستعمال أقل المُعدِّات والتجهيزات الممكنة.  

بدأ الجزءُ الأول في عام 2021. ركَّب ماينيكه وستةُ مشاركين كاميرات للتصوير الذاتي وطُرح كلٌ منهم بمفرده على جزرٍ سويدية. وبيَّنت 16 حلقةٍ كيف تدبَّر السبعةُ حالَهم بتجهيزاتهم المتقشفة وكيف أشعلوا النيران أو اصطادوا أو بنوا الأكواخَ. وما لبث المسلسلُ أن حقق نجاحًا باهرًا. جذبت الحلقاتُ المفردة، التي وصلت مدةُ عرض بعضها إلى ساعة، مشاهداتٍ تراوحت بين أربعة ملايين وأحد عشر مليونًا. ورُفعت إضافةً إلى ذلك مقاطعُ فيديو تُصوِّر ردودَ أفعال المشاركين، وعمد صُنَّاعُ مقاطع على يوتيوب وصُنَّاع مقاطع بث مباشر مشهورون إلى مشاهدة المسلسل رفقة متابعيهم، ونشروا تعليقاتٍ على أداء المشاركين.  

لكن لماذا أصبح مثلُ مسلسل البقاء على قيد الحياة هذا أعظم مشروعٍ على يوتيوب في أوروبا؟ يربط عالمُ النفس التربوي شتيفان دريفيز ذلك في حوارٍ صحفيّ مع إحدى الجرائد بالجائحة: مع القيود التي فرضتها جائحةُ كورونا تعاظمت الحاجةُ إلى أداء أنشطةٍ خارج المنزل. ويكمل بأن المشاهدين استطاعوا المشاركةَ كذلك بصورةٍ غير مباشرة وطرحوا على أنفسهم أسئلةً من عيّنة: لكم يومٍ من الأيام كنتُ لأصمد؟ أيُّ المُعدِّات كنتُ لآخذها معي؟ كيف كانت حالي لتكون في الانعزال الاجتماعيّ؟ 

وبعد النجاح المفاجئ، عُرض الجزءُ الثاني في عام 2022، ليعقبه ثالثٌ في عام 2023. نُشِر كلاهما في بداية الأمر من مُقدِّمي خدمات بث كبار. وبذلك كُتب لمشروع ماينيكه العصاميّ ذي التجربة الذاتية على يوتيوب في نهاية المطاف نجاحٌ إعلاميٌّ عالميّ.