حفل افتتاحي لقصر برلين – منتدى هومبولت
برلين تحتفل بعودة التاريخ في روح الانفتاح العالمي الجديد
الأرقام وحدها تتحدث: هنا سيقوم مشروع بناء بتكلفة 590 مليون يورو، 9000 متر مكعب من الحجارة الرملية يتم تجهيزها من قبل فنانين في النحت بما يتوافق مع الصور القديمة لتغطي 3000 قطعة جدارية فنية. منذ 20 عاما تناقش الجمهورية حول إعادة الافتتاح في 2019. والآن انتهى بناء الهيكل مع القبة، وفي 12 حزيران/يونيو 2015 تحتفل العاصمة بعيد التدشين الافتتاحي من خلال حفل موسيقي يتم نقله على الهواء عبر التلفزيون. في وسط برلين لا يتم بناء قصر باروك على أنقاض القصر القديم، وإنما منتدى هومبولت، وهو عبارة عن مركز حديث للتاريخ والمستقبل الألمانيين، على هيئة مركز ثقافي ضخم. ورغم أن المعماري فرانكو ستيلا أعاد تشييد ثلاثة أسوار من أسوار القصر حسب المخططات والصور القديمة، إلا أنه ترك السور الرابع لجهة نهر شبري بسيطا وأدخل فيه العديد من المقاهي والمطاعم، تلبية لنبض الحياة الاعتيادية.
التاريخ بِحُلّة جديدة
أيضا في الداخل هناك متسع لنبض الحياة. هناك ستتم إعادة تصنيف موجودات متحف الأجناس والشعوب ومتحف الفن الآسيوي التي ماتزال موجودة في دالم، لكي يتم تقديمها من جديد في معرض تصل مساحته الإجمالية إلى 40000 مترا مربعا. وبعدما كانت الأقنعة والقوارب القادمة من بحر الجنوب وكراسي العروش الأفريقية وملابس الأسكيمو المصنوعة من معدة الفقمة معروضة في ظل أجواء الاستعمار والنهب الثقافي لفنون الشعوب، سوف يتم عرضها الآن من وجهة نظر مختلفة: من وجهة نظر الناس القادمين من مناطق مختلفة، وفي ظل موضوعات حالية مثل تحول المناخ، حسب تأكيد هيرمان برانتسينغر، رئيس مؤسسة الإرث الثقافي البروسي.
بالإضافة إلى ذلك، سيقوم "مختبر هومبولت" ببناء جسر علمي نحو المعارف الجامعية. هناك يجري التركيز على دور العلوم في الحياة اليومية. مكتبة أبحاث ومعرض مُحتَمَل حول "برلين مدينة عالمية" يتممان هذه الرؤية الشاملة لتاريخ العاصمة الألمانية. أما إدارة هذه العروض والأعمال المستقبلية فستكون مهمة نايل ماك غريغور، المدير الحالي للمتحف البريطاني في لندن. وهو سيكون المدير التأسيسي للمشروع، بالشراكة مع المؤرخ المختص بتاريخ الفن، هورست بريدكامب وبارتسينغر. وحسب بارتسينغر فإن عروض المتحف ستكون متضمنة برامج نشاطات متنوعة "بحيث تكون أكثر إدراكا وحسية للناس". وهو يرى في منتدى هومبولت فرصة كبيرة لتقديم "برلين على أنها مركز للثقافة العالمية".
ليس من المصادفة أن يحمل هذا المشروع اسم الإخوة ألكسندر وفيلهيلم فون هومبولت: هذا الاسم يعبر عن تاريخ العلم الألماني وهو يجمع بين العلوم الطبيعية والثقافية في آن واحد. هنا كان الباحث في العلوم الطبيعية والرحالة، وهناك الأستاذ الجامعي. وهكذا سيكون بمقدور المرء في المستقبل كزائر لمنتدى هومبولت، أن يعيش إرثا ثقافيا عالميا، إلى جانب التاريخ والمتحف والبحث العلمي في آن واحد. قصر المدينة الأصلي تعرض للدمار خلال الحرب العالمية الثانية، وقد اقتلعه فيما بعد نظام ألمانيا الديمقراطية وأسس في مكانه قصر الجمهورية.
حفل التدشين الافتتاحي لقصر برلين – منتدى هومبولت في 12 حزيران/يونيو 2015
