إلى المحتوى الرئيسي

البحث العلمي في ظل الأمان

الحقوقية عنان الشيخ حيدر هربت من سورية وهي تُدَرّس اليوم في جامعة كولونيا، بصفتها حاصلة على منحة من مبادرة فيليب شفارتز.

كيم بيرغ, 14.08.2018
الحقوقية عنان الشيخ حيدر تشعر بالسعادة في كولونيا
الحقوقية عنان الشيخ حيدر تشعر بالسعادة في كولونيا © Silvia Reimann

حقوق الإنسان، حقوق المواطنة، القانون الدولي: هذه هي الموضوعات التي كانت تهتم بها الحقوقية السورية عنان الشيح حيدر في جامعة دمشق. وقد كان رجال الأمن يزورون محاضراتها باستمرار، حيث كانت تحت المراقبة الدائمة. عنان الشيخ حيدر تنتمي إلى خمسة من معارضي النظام في الكلية، كانوا يوجهون الانتقادات لنظام الأسد، ويطالبون بالمزيد من الديمقراطية، ويعملون من أجلها. ثلاثة منهم تعرضوا للاعتقال، ولم تسمع الشيخ حيدر أي شيء بعد ذلك عن أحد هؤلاء الثلاثة. "كنا نخاف أن تعتقلنا المخابرات نحن أيضا"، تقول الشيخ حيدر. أيضا زوجها، حسام الدين درويش كان عرضة للملاحقة. أستاذ الفلسفة كان يكتب التقارير عن الربيع العربي في سورية، وعاش فترة من الزمن متواريا عن الأنظار.

الهروب من سورية

في 2014 هرب الزوجان عبر لبنان إلى ألمانيا. وخلال إحدى مقابلات الزوج من أجل الحصول على عمل في جامعة كولونيا، سمعت عنان بالصدفة عن مبادرة فيليب شفارتز، وهي برنامج مشترك لمؤسسة ألكسندر فون هومبولت ووزارة الخارجية الألمانية من أجل العلماء الهاربين. لفتت السيدة الحقوقية انتباه البروفيسور كلاوس كريس، مدير معهد قانون حفظ السلام في جامعة كولونيا، وعرض عليها منحة من هذه المبادرة.

بداية جديدة في ألمانيا

حصلت الشيخ حيدر على الموافقة على المنحة، وهي تُدَرّس منذ 2016 في جامعة كولونيا. محاضراتها التي تلقيها باللغة الإنكليزية حول القانون الدولي وحقوق الإنسان في العالم العربي تلقى إقبالا واستحسانا لدى الطلبة. لهذا السبب ضمنت لها الجامعة فرصة عمل، بعد انقضاء فترة المنحة. في كولونيا تشعر الشيخ حيدر مع أسرتها بالأمان للمرة الأولى منذ هروبها من سورية. ورغم العوائق اللغوية في بعض الأحيان، فإنها تمضي حياتها اليومية بشكل جيد، وتشعر بأنها في وطنها الثاني. "ابننا ذو الثلاث سنوات يتحدث الآن الألمانية بطلاقة"، تقول مبتسمة. "أنا سعيدة بأنني وأسرتي نتمتع هنا بمستقبل واعد".

حقائق عن مبادرة فيليب شفارتز

 

  • تقدم المبادرة دعما للجامعات ومؤسسات الأبحاث الألمانية التي تستثمر بدورها هذا الدعم في قبول وتمويل الباحثين الحاصلين على منح فيليب شفارتز.
  • برنامج الدعم يحمل اسم العالم اليهودي البروفيسور فيليب شفارتز. في 1933 اضطر الباحث المتخصص في علم الأمراض "باثولوجي" للهروب من النازية، وغادر ألمانيا، حيث أسس في زيوريخ "تجمع طوارئ العلماء الألمان في الخارج".
  • ضمن إطار مبادرة فيليب شفارتز حصل حتى الآن ما يزيد عن 120 باحث وعالم أجنبي معرض للملاحقة على منح مختلفة.
  • وزارة الخارجية الألمانية والعديد من المؤسسات الألمانية، وكذلك مؤسسة أندرو دبليو ميلون الأمريكية تشارك في تمويل البرنامج.
  • منحة فيليب شفارتز تستمر لمدة 24 شهرا. بالإضافة إلى ذلك هناك إمكانية التمديد، ضمن إطار تمويل مشترك.

المزيد عن مبادرة فيليب شفارتز