تدفئةٌ من أجل 100 ألف شخص
تُدشِّن شركةٌ ألمانية أكبرَ مضخةٍ حرارية في العالم في مدينة إيسبيرغ بالدنمارك، ولكن هذه ليست إلا بداية.
ينبعث عن وحدات التدفئة الكثير من غاز ثاني أكسيد الكربون، وهذه المعادلة البسيطة تعني أن استهلاكَ الطاقة في المباني مسؤولٌ عن توليد كمياتٍ هائلة من الغازات الدفيئة الضارة بالمناخ، على أن ذلك آن له أن يتغيَّر قريبًا في مدينة إيسبيرغ الساحلية الدنماركية، ذلك أن شركة مان إنيرجي سوليوشنز الألمانية (MAN Energy Solutions) تعمد إلى تدشين أكبر مضخة حرارية من نوعها في العالم هناك. سوف تتوفَّر تدفئةٌ لما يصل إلى 25 ألف مسكن تضم 100 ألف شخص دونما انبعاثات ومن ثم بصورةٍ صديقةٍ للبيئة اعتبارًا من شتاء عام 2024/2023، الأمر الذي يُعد عنصرًا مهمًا في مفهوم مدينة إيسبيرغ الرائد "التدفئة المناطقية من أجل المستقبل؛ District Heating for the Future". يقول العمدة جيسبر فروست راسموسن في هذا الصدد: "يتوقَّع سكانُ مدينة إيسبيرغ منا أن نجد حلولاً خضراء".
تبدو المضخةُ الحراريةُ من الخارج مجرد صندوق أسود، تجري في داخلها تشّعباتٌ كثيرةٌ من الأنابيب والأسلاك والغلايات والضواغط، يصعب على غير المختص فكُ طلاسمها، وتضمن هذه التشّعبات إمكانية تدفئة 25 ألف شقة باستخدام الكهرباء المُولَّدة من طاقة الرياح ودرجتين إلى ثلاث درجات من الحرارة المُستخرَجة من مياه البحر. وبما أن أحد شروط مدينة إيسبيرغ كان ينص على أنه حتى في حالة وقوع خطر داهم من غير المحتمل حدوثه، يجب ألا تتعرَّض المحميةُ الطبيعيةُ الألمانية الدنماركية بحر وادن تحت أيِّ ظرفٍ من الظروف للخطر، كانت فكرة استخدام غاز ثاني أكسيد الكربون كسائل تبريد.
نظامٌ آمن يُنتج طاقةً صديقةً للبيئة
ترجع المخاطر البيئية الناجمة عن المضخات الحرارية المعيبة في المقام الأول إلى سائل التبريد السام الذي يتسرب عند وقوع أعطال، لذلك فإن استخدام غاز ثاني أكسيد الكربون غير الضار من الناحية السُّمية والبيئية في دورة النظام بأكملها، يعتبر أيضًا سمة مبتكرة مركزية للتكنولوجيا التي طوَّرتها شركتا مان (MAN) وإيه بي بي (ABB). وتستطيع المضخة الحرارية المُخزِّنة للطاقة الكهربائية الحرارية (ETES) من شركة مان كذلك أن تفعل أكثر من هذا اعتمادًا على مستوى التجهيز. رئيس شركة مان أوڤي لاوبر: "يمكن أيضًا استخدامها لتوليد البرودة؛ على سبيل المثال للمستشفيات في فصل الصيف" - أو تحويل الحرارة إلى كهرباء.
شركةُ مان إنيرجي سوليوشنز من أوغسبورغ هي شركةٌ تابعةٌ لمجموعة فولكس فاجن، وتتمتع على مدى عقود بسمعةٍ عالمية في مجال محركات الديزل. وفي غضون سنواتٍ قليلة، تطوَّرت الشركةُ المتخصصةُ في مجال مُحرِّكات الاحتراق لتصبح واحدةً من أكثر الشركات ابتكارًا في مجال المضخات الحرارية الكبيرة. وليست محطة المضخة الحرارية في مدينة إيسبيرغ سوى أول مشروع كبير من نوعه لها. ويجري بالفعل بناءُ محطة طاقة أكبر بمرتين ونصف في آلبورغ الدنماركية.
وفي ألمانيا، تهدف أكبر مضخة حرارية صناعية في العالم لدى شركة بي إيه إس إف (BASF) إلى ضمان خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون من أكبر شركة كيميائية في العالم في لودفيغسهافن بما يصل إلى 390 ألف طن سنويًا. وتستخدم محطة شركة مان في أثناء ذلك أيضًا الحرارةَ المتبددة من نظام مياه التبريد الخاص بشركة بي إيه إس إف كمصدر للطاقة الحرارية.