كيف تواجه المدنُ تغيُّرَ المناخ

تستطيع البلدياتُ فعلَ الكثير لحماية المناخ، من بين ذلك بناءُ أسطولٍ جديدٍ من الحافلات الكهربائية، وتوسيع مسارات الدراجات، وتجديد المباني، وتوفير إمدادات الطاقة المستدامة أو حتى زيادة أعداد الأشجار والمساحات الخضراء، حتى أن العديدَ من المدن والبلديات في ألمانيا تبذلُ جهودًا مُكثَّفة في هذا الصدد، وبعضُها يتعاون كذلك مع مدنٍ شريكة حول العالم. 

دورٌ محوريٌّ للبلديات في حماية المناخ 

تُقدِّم الحكومة الاتحادية، من خلال المبادرة الوطنية لحماية المناخ التي أُطلقت في عام 2008، الدعمَ لمشروعاتٍ مستهدفة بعينها في البلديات: مثل محطات الدراجات، أو فحص توفير الكهرباء للمنازل، أو أسابيع المشروعات في المدارس. وحظي بالتمويل أكثرُ من 45 ألف مشروع بقيمةٍ تزيدُ عن 1.5 مليار يورو منذ عام 2008 حتى نهاية عام 2022. تهدف هذه التمويلات إلى المساعدة في تحويل ألمانيا إلى دولة صناعية محايدة مناخيًا بحلول عام 2045.  

تعد حماية المناخ في المدن والبلديات منذ فترة طويلة واحدةً من أهم أولويات المسؤولين السياسيين. وفي استبيانٍ أجراه المعهد الألماني للدراسات الحضرية، ذكر 59 في المائة من رؤساء مجالس المدن، الذين شاركوا في الاستبيان في عام 2023 أن قضية حماية المناخ ستصبح أكثر أهميةً في المستقبل. ولن تكتسب قضيةٌ أخرى أهميةً أكبر من بين الموضوعات المستقبلية المختلفة. 

تعاونٌ دوليٌّ لمزيدٍ من حماية المناخ 

إن التعلُّمَ والدعمَ المتبادل عنصران أساسيان تقوم عليهما شراكاتُ المناخ البلدية، حيث تدخل بلدياتٌ من ألمانيا في شراكاتٍ مع مدنٍ وبلدياتٍ من إفريقيا وأمريكا اللاتينية. على سبيل المثال، تتعاون مدينة إلتڤيل الشهيرة بصناعة النبيذ في ولاية هيسن مع شركة تونويان (Tunuyán) في الأرجنتين في موضوع طرق الري، حيث يتعيَّن على كلا البلديتين أن يتعاملا مع عواقب الجفاف لفتراتٍ طويلة رغم الاختلافات المناخية العديدة بينهما. 

تتضافر جهودُ رؤساء بلديات مدنٍ رائدة حول العالم معًا في شبكة ‏C40‏ العالمية للتغلُّب على أزمة المناخ بشكلٍ مشترك. ومن ألمانيا تشارك مدينتا برلين وهايدلبرغ، وعلى الصعيد الدولي تشارك عدة مدن من بينها ريو دي جانيرو في البرازيل، وأديس أبابا في إثيوبيا، ومومباي في الهند.

‎© www.deutschland.de‎