جهود في مواجهة التحول المناخي
ألمانيا البلد الأول الذي يتبنى استراتيجية لسياسة المناخ الخارجية. من الواضح في ذات الوقت أن حماية المناخ ممكنة فقط من خلال التعاون والعمل المشترك.
مع نهاية العام 2023 تبنت الحكومة الألمانية الاتحادية خطوة تاريخية في السبيل نحو مواجهة التحول المناخي. للمرة الأول على الإطلاق أقرت الحكومة الألمانية الاتحادية استراتيجية لسياسة المناخ الخارجية. وهي تعتبر حماية المناخ من المسائل المحورية التي لا يمكن معالجتها بنجاح إلا بالتعاون مع الشركاء. وهذا يعني بالنسبة للحكومة الاتحادية «مواجهة تبعات أزمة المناخ والمشاركة في إنجاز التحول الاقتصادي بحيث يكون أكثر عدالة اجتماعية ونجاحا اقتصاديا».
الاستراتيجية تجمع جهود وزارات متعددة
وزير الاقتصاد روبرت هابيك يصف أهداف الاستراتيجية على النحو التالي: «نقوم معا بصفتنا مجموعة دولية واحدة بتنفيذ بنود معاهدة باريس حول المناخ. لهذا كانت ألمانيا البلد الأول الذي يضع استراتيجية حول سياسة المناخ الخارجية الخاصة به». مع هذه الاستراتيجية الجديدة يتم تجميع جهود الوزارات المختلفة في مواجهة أزمة المناخ العالمية ضمن استراتيجية شاملة مشتركة. بهذا تشدد ألمانيا على أهمية حماية المناخ العالمية كما تؤكد على إرادتها في الوفاء بالالتزامات المترتبة على معاهدة باريس.
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك قالت خلال تقديم الاستراتيجية: «سياسة المناخ هي أكثر من مجرد حماية البيئة. إنها أيضا سياسة من أجل الإبداع، سياسة من أجل الموقع الاقتصادي المتميز، سياسة من أجل مزيد من الأمن والأمان. كما أن سياسة المناخ تعتبر أيضا في زمن التحديات الجيوسياسية الحالي فرصة لتجاوز الخلافات والانقسامات القديمة المتعلقة بسياسة القوة».
كما أن الاستراتيجية تبرز أن سياسة المناخ تطال العديد من الأوجه السياسية: سياسة الأمن، وسياسة الأمن الغذائي، وسياسة الطاقة، والسياسة الاقتصادية، والسياسة الجغرافية. لهذا السبب تقوم سياسة المناخ الخارجية على ستة مجالات عمل، تصفها الحكومة على الشكل التالي:
-
نعمل على تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة «العادمة» حتى العام 2030 بشكل كبير، ونقوم بتسريع مشروع تحول الطاقة العالمي.
-
نريد بناء الاقتصاد على أسس تنافسية مستقبلية صديقة للمناخ.
-
نتضامن مع الناس الأكثر عرضة ومعاناة من تبعات التحول المناخي في العالم. نريد حماية أسس الحياة لهؤلاء، ولنا أيضا، والعمل على توفير الحماية الصحية للجميع.
-
نريد حماية الأنظمة الطبيعية والبيئية وإعادة بنائها واستخدامها بشكل مستدام.
-
نريد تعزيز القدرة على الصمود وتعزيز السلام والأمن.
-
نحن نعمل على مواءمة التدفقات المالية الدولية مع مسار متوافق مع درجة حرارة 1,5 درجة وتنمية قادرة على الصمود في وجه التحول المناخي.
في هذه الموضوعات تتطلع ألمانيا إلى أن تكون القوة الدافعة على المستوى الأوروبي والمتعدد الأطراف مع شركائها المختلفين. يتم تصنيف المهام وفق أولويات وأهداف وأنشطة ملموسة للوزارات المعنية. وزيرةُ البيئة شتيفي ليمكه: «نحتاج إلى شركاء أقوياء في مختلف أنحاء العالم، كي نكون قادرين على مواجهة التحديات الكبيرة المرتبطة بالتحول المناخي المتسارع». هذا ما أكدت عليه وزيرة التنمية سفينيا شولتسه: «حماية المناخ ممكنة فقط عندما نعمل سوية».
تتوفَّر استراتيجية السياسة الخارجية للمناخ في نسختها الجديدة للتحميل في صيغة PDF باللغتين الألمانية والإنجليزية.