حياة اليهود في ألمانيا
من خلال الهجرة وإعادة التوطين والاندماج تطور المجتمع والثقافة اليهودية في ألمانيا وأصبحا أكثر تنوعا.
"الجميع يتحدث عن الاندماج. نحن نعيشه". يبدو ديتر غراومان واثقا عندما يجيب عن السؤال حول تقييمه للمجتمع اليهودي في ألمانيا اليوم. يترأس غراومان (62 سنة) منذ نهاية العام 2010 المجلس اليهودي المركزي في ألمانيا، ليكون بذلك على رأس التنظيم اليهودي الذي يضم كافة الجمعيات في ألمانيا، والتي يزيد عددها عن 100 جمعية.
غراومان المولود في إسرائيل، تربى في مدينة فرانكفورت، وهو يعمل من أجل استمرارية الحياة اليهودية في ألمانيا: فهو يتطلع إلى حياة يهودية حديثة، ينخرط جيل الشباب فيها بحياة المجتمع اليهودي وكل ما يهمه، مع العمل على اندماج الوافدين أيضا. خلال العشرين سنة الأخيرة قدم إلى ألمانيا العديد من الأسر اليهودية، وخاصة من دول شرق أوروبا والاتحاد السوفييتي السابق، مما رفع أعداد الجالية اليهودية في ألمانيا من 30000 إلى 105000. الهجرة والتمايز الديني هما الطابعان المميزان لليهود اليوم، وهي عوامل ساعدت على خلق التنوع في الحياة اليهودية، إضافة إلى خروج اليهود في ألمانيا تدريجيا من مظلة المحرقة (الهولوكوست)، التي يتم التذكير بها في 27 كانون الثاني/يناير من كل عام، من خلال اليوم العالمي لذكرى الضحايا.
أهم مراكز تجمع الحياة والثقافة اليهودية في ألمانيا هي في ميونيخ وبرلين. ففي عاصمة ولاية بافاريا تمتلك الجالية اليهودية في وسط ميونيخ مجموعة من الأبنية المتميزة معماريا، وهي مؤلفة من كنيس يهودي ومتحف يهودي ومركز للجالية. وفي برلين، حيث توجد أكبر جالية يهودية في ألمانيا ينشط أعضاء هذه الجالية كل عام، منذ العام 1987 في تنظيم أيام الثقافة اليهودية، التي يتيحون من خلالها فرصة الاطلاع على الموسيقى والأدب اليهودي إضافة إلى العديد من المعارض.
نهضة متميزة يعيشها تعليم الديانة اليهودية حاليا في ألمانيا: فعلى سبيل المثال تم في العام 2012 افتتاح "مركز الدراسات اليهودية برلين-براندنبورغ" في برلين. وتحظى هذه المؤسسة التعليمية بدعم مالي من الحكومة الألمانية الاتحادية حتى العام 2017، يصل مجموعه إلى حوالي 7 ملايين يورو.
اليوم العالمي لذكرى ضحايا المحرقة (هولوكوست) في 27 كانون الثاني/يناير 2013
www.zentrum-juedische-studien.de
© www.deutschland.de
