„Entdecke DE“: جنة الشمس فيرمان
مع سلسلة (استكشف) "Entdecke DE" ننطلق في رحلة عبر ألمانيا. مع إطلالة الصيف هذه المرة، نلقي نظرة سريعة على جزيرة فيرمان في بحر البلطيق.
تطل الشمس هنا حوالي 2116 ساعة في السنة، تلقي بدفئها على الوجوه، وتمنح شعورا بالسعادة والهناء. كما أنها تشكل عامل جذب مهم لزوار الجزيرة الواقعة في بحر البلطيق. حيث يأتي هؤلاء من اليابسة، عابرين جسر فيرمان للوصول إلى بقعة استجمام واستراحة متميزة. وبفضل شمسها "المضمونة" يُطلق على الجزيرة اسم "هاواي الشمال". وتعتبر فيرمان ثالث جزيرة من حيث المساحة في بحر البلطيق، حيث تصل مساحتها إلى 185 كيلومترا مربعا. وهي مساحة كبيرة نسبيا. يبلغ عدد سكانها 14000 نسمة، يعيش 6000 منهم في بروغ، عاصمة الجزيرة، بينما يتوزع الباقون على 42 قرية صغيرة. أما زوار الجزيرة، فإنهم يستمتعون بساحل يصل طوله إلى 78 كيلومترا، يزخر دائما بالمتزلجين والعائلات والمتشوقين إلى الشمس وعشاق الطبيعة.
عندما تزهر نبتة السلجم (رابس) في أيار/مايو يشعر هؤلاء بسعادة غامرة. المروج الصفراء "المضيئة" التي تغطي الجزيرة حينها، تشكل مع زرقة البحر الصافية تناقضا لونيا خلابا. ما رأيكم الآن بجولة على الدراجة عبر طرقات جبلية مسحورة تمتد على طول الساحل الصخري في جهة الشرق، أو هناك في الأعلى، عند السد الساتر الواقع في الشمال؟ الريح تلامس الوجه، تحمل معها العطر اللذيذ لأزهار السلجم، الذي يختلط برائحة ريح بحر الشمال المالحة. وهناك في الأفق ترتفع المنارة شامخة. وفي سماء الصيف اللازوردية تحلق الطيور مغردة أغنياتها المحببة.
تشكل الجزيرة بطبيعتها القروية والطبيعية البسيطة مكان استراحة متميز للطيور المهاجرة. حوالي 100 مليون من هذه الطيور المهاجرة تلجأ إلى هنا سنويا، من أجل استراحة من الدرب الطويل لرحلتها الممتدة بين مواطن تكاثرها في المناطق الإسكندنافية والقطبية والأوروبية الشرقية والروسية، ومواطنها الشتوية في اسبانيا وأفريقيا. وفي منطقة المحمية الطبيعية فالناو يمكن لعشاق الطيور، من علماء محترفين ومن هواة مراقبة هذه الطيور بكل هدوء وروية: ففي آذار/مارس تأتي طيور القبرات يليها الحمام ثم الصقور. أما الطيور المغردة فإن موعدها في نيسان/أبريل، بينما يأتي السنونو في أيار/مايو. كلها تتشارك مع زوار الجزيرة بالاستمتاع بأشعة الشمس الدافئة.
© www.deutschland.de
