60 عاما من مؤسسة ألكسندر فون هومبولت
تدعم مؤسسة ألكسندر فون هومبولت التعاون بين الباحثين المتميزين في ألمانيا وباقي دول العالم.

في واحد من أكثر الكتب الألمانية مبيعا خلال السنوات الماضية عاد ألكسندر فون هومبولت إلى الحياة: الكاتب دانييل كيلمان يتحدث في "قياس العالم" عن حياة هومبولت، وعن شخصية عالمية عبقرية أخرى، هي شخصية عالم الرياضيات كارل فريدريش غاوس. خلال فترة إقامته في المكسيك التي كانت على شكل منحة دراسية وعلمية، اكتشف كيلمان هناك الحضور القوي والذكرى المستمرة لعالم الطبيعة والباحث الرحالة الشهير. "عندها تولد لدي فجأة الشعور بأن هومبولت هو مفتاحي، فقد دخل هذا العالم، ولكنه دخله بصفته ألماني"، يقول كيلمان لجريدة "فرانكفورتر ألغماينة". "هذا شيء يمكنني الحديث عنه"
هومبولت كمفتاح إلى العوالم الأخرى. المؤسسة التي تحمل اسم هذا الأستاذ الكبير تفتح الباب منذ 60 عاما أمام العلماء ليعيشوا تجربة مشابهة. أجرى هومبولت أبحاثه في أمريكا اللاتينية وفي الولايات المتحدة وفي روسيا وآسيا الوسطى وفي أوروبا دون كلل أو ملل. وبذات العالمية أيضا تتصف نشاطات مؤسسة ألكسندر فون هومبولت، التي أسستها في عام 1953 جمهورية ألمانيا الاتحادية. حيث تقوم بدعم التعاون بين خيرة الباحثين المتميزين في ألمانيا ومختلف بلدان العالم. من خلال منح دراسية وعلمية، ومن خلال جوائز تقوم المؤسسة بدعم حملة الدكتوراه الشباب الجدد والعلماء المخضرمين على السواء. ومن أشهر برامج الدعم والمساعدة هو منصب "بروفيسور هومبولت". علماء عالميون رواد ينالون هذا اللقب "الوسام" الذي يتيح لهم ممارسة البحث العلمي في إحدى الجامعات أو مؤسسات البحث العلمي المتميزة في ألمانيا لمدة خمس سنوات. وقد نال هذا اللقب مؤخرا باحثة اقتصادية عالمية من سويسرا وفيزيائية متخصصة في الفيزياء الكمية من النمسا، إضافة إلى ثلاثة فيزيائيين وعالم رياضيات من الولايات المتحدة.
يقوم نشاط مؤسسة هومبولت على التبادل: كل باحث جديد يدخل هذه الدائرة يحتاج إلى "مُضيف" علمي. ويوجد في العالم اليوم حوالي 26000 "هومبولتي"، يمكن أن يصلح أي منهم ليكون مضيفا أو شريكا للتعاون العلمي. وفي هذه النقطة أيضا تعتبر المؤسسة مخلصة لفكر وعمل صحاب الاسم "هومبولت". ألكسندر فون هومبولت لم يكتف بالاهتمام والتفاني في مشروعاته وأبحاثه فقط، وإنما عمل على دعم العلماء والفنانين الآخرين، من أمثال الكيميائي يوستوس فون ليبيغ أو العازف وكاتب الموسيقى فيليكس ميندلسزون-بارتولدي.