إلى المحتوى الرئيسي

Pro & Contra

هل حظر الهاتف المحمول في المدارس – مفيد؟

الشباب متصلون بالإنترنت على الدوام – حتى في المدرسة. يناقش خبيران في مجال التعليم ما إذا كان حظر الهاتف المحمول يدعمُ التركيز أم يُعيقُ الفرص.

05.11.2025
 مجموعةٌ من الأطفال يستخدمون الهواتف الذكية في أثناء الحصة التعليمية في المدرسة.
© JackF/AdobeStock

زيلكه مولر
© كارولين فيندل

Pro

"الوجودُ المُجرَّد للهاتف المحمول في حد ذاته يُقلّل التركيزَ".

زيلكه مولر سفيرةٌ رقميةٌ في ولاية ساكسونيا السفلى، ومؤلفةٌ لأكثر الكتب مبيعًا، وخبيرةٌ تربويةٌ بخبرة 16 عامًا في إدارة المدارس.

يوران موس-ميرهولتس
© ماريك كنوب، الغرفة الاقتصادية النمساوية

Contra

"يُوسِّع الهاتفُ المحمول بيئة التعلُّم إن اُستخدم استخدامًا صحيحًا".

يوران موس-ميرهولتس خبيرٌ تربوي، ومُؤلف، ومستشارٌ في الإستراتيجيات الرقمية في المدارس والتعليم التكميلي.

لقد فرضت عدةُ ولاياتٍ في ألمانيا مؤخرًا حظرًا عامًا على استخدام الهاتف المحمول في المدارس. هل يمكن للأطفال التعلُّم بشكلٍ أفضل، حال حُظرت الهواتفُ المحمولةُ في المدارس؟

زيلكه مولر

يُعدّ حظرُ الهواتف المحمولة أمرًا مفيدًا، سواءٌ في فترات الاستراحة أو في أثناء الحصة التعليمية. يُعزِّز هذا الحظر التركيزَ ويُقلل التشتُّت. والأهم من ذلك كله، أنه يساعد الأطفال مجددًا على التواصل المباشر والجدال بعضهم مع بعض وتعلُّم أسس الإنسانية. وهذه مهاراتٌ سيحتاجون إليها لاحقًا أيضًا في فضاء الإنترنت.

يوران موس-ميرهولتس

يعتمد الأمرُ على ما يُفترَض أن يتعلَّمه الأطفالُ بشكلٍ أفضل. إذا استمرت المدارس في اتباع نموذج القرن التاسع عشر - المُعلِّم يشرح والأطفالُ يستمعون - يصبح الهاتفُ المحمولُ عندئذٍ مُشتتًا للانتباه. إذا أردنا للتعلُّم أن يُصبح مُعاصرًا، فنحن بحاجة إلى حلولٍ أذكى من الحظر.

هل الهواتف المحمولةُ أقرب إلى أن تكون أداةً مفيدة أم تميل إلى أن تصبح عامل تشتيت في الحصص التعليمية؟

زيلكه مولر

تُعدّ الهواتفُ المحمولةُ في الحصص التعليمية عامل تشتيت في معظم الأحوال. إنها تشغَل بال حاملها، لأن التطبيقات والإشعارات تصرفُ بالضرورة الانتباهَ. تُشير الدراسات إلى نتيجةٍ مفادها: وجودُها المجرد في حد ذاته يُقلِّل التركيزَ. ولا يُمكن أن تكون مفيدةً إلا أُدمجت تربويًا بوضوح، على سبيل المثال، لإجراء أبحاث أو استخدام تطبيقات التعلُّم. وفي حال الاستخدام بلا ضوابط، يغلب تأثيرُ التشتيت على ما سواه.

يوران موس-ميرهولتس

الهواتف المحمولة ليست عامل إزعاج بطبيعته، وإنما هي أدواتُ تعلُّمٍ مُحتملة. كما تقول ليزا روزا، المُعلِّمة والخبيرةُ التربوية، إنها "أجهزة وصول إلى الثقافة"، والتي يُمكن للطلاب استخدامها للبحث والتوثيق والتعاون. ولأن الوسائطَ الرقميةَ جزءٌ لا يتجزأ من الحياة اليومية، يُفترض أن تُعزِّز الحصصُ التعليميةُ التعاملَ المتأمِّل معها. تُوسِّع الهواتفُ المحمولةُ -حال استخدامها بالأسلوب الصحيح- بيئةَ التعلُّم ولا تُعيقها.

هل يُنظَر إلى استخدام الهواتف المحمولة بين الطلاب نظرةً سلبيةً للغاية في العموم؟

زيلكه مولر

هناك أيضًا جوانبُ إيجابية: ربما كنت سأتعلم بشكلٍ أفضل على يد مُؤثِّرٍ في الرياضيات. لكن مخاطر الإدمان والتنمر الإلكتروني والأخبار الكاذبة والمحتوى المزعج حقيقية. يجب في كثيرٍ من الأحيان معالجة الجوانب السلبية أولاً، حتى نتمكَّن من الاستفادة من الجوانب الإيجابية.

يوران موس-ميرهولتس

بكل تأكيد. يُشيطن البالغون الوسائطَ الإعلامية الجديدة غالبًا، عندما لا يستطيعون فهمها. ينطبق ذلك بشكلٍ خاص على مجال التعليم، حيث لا يزال المعلمون يعدّون أنفسهم سلطةً تحيطُ بكل شيءٍ علمًا. يتمنَّى الشبابُ لو يدعمهم المعلمون في استخدام الوسائط الرقمية وينخرطون معهم في حوار.

هل حظرُ الهواتف المحمولة حلٌ أم مجرد علاجٍ للأعراض؟

زيلكه مولر

أخبرتني مؤثِّرةٌ تبلغ من العمر 17 عامًا ولديها 250 ألف متابع، أنها أصبحت أكثر تركيزًا وتتحدَّث مع أصدقائها أكثر منذ حظر الهاتف المحمول. يُؤكِّد المعلمون على ذلك: الفصولُ الدراسيةُ باتت أكثر نشاطًا وأكثر صخبًا وأكثر حيوية وزاد التركيز. ربما يبدو الكلامُ بديهيًا: لكن الأمر نجح.

يوران موس-ميرهولتس

على المدى القريب، نعم؛ لكن على المدى البعيد، لا. يجلب حظرُ الهواتف المحمول الهدوءَ، لكنه لا يحل أيَّ مشكلات. وعوضًا عن استبعاد التكنولوجيا، يجب على المدارس تعزيز الكفاءة في الوسائط الإعلامية وتطوير أساليب جديدة للتعلم تناسبُ العصرَ الرقميَّ. لا يُوفر الحظرُ إلا هدوءًا سطحيًا، ويُوسِّع الفجوة بين المدرسة والحياة الواقعية.

هل يُعزِّز حظر الهواتف المحمولة النُّضج الرقمي أم يُعيقه؟

زيلكه مولر

أرى أنه يُعززه. القواعد الواضحة تُعلّم الأطفال التضحيات وتحديد الأولويات. تكون هذه المهارة ضروريةً أيضًا في مراحل لاحقة من الحياة المهنية. إذا أُدمج الهاتفُ المحمول في الحصص التعليمية دمجًا هادفًا، يُمكن تعزيز النضج الرقمي.

يوران موس-ميرهولتس

الحظرُ يجعل النضجَ الرقميَّ مسألة حظ. من يتعلَّم التعاملَ الواعي مع الوسائط الرقمية في المنزل، فهو محظوظ. ومن لديه الفرصة لفعل ذلك خارج المدرسة، فهو موعودٌ بالحظ أيضًا. وكلُ الآخرين يخرجون من ذلك من دون فائدة. حتى الأطفال ممن لديهم أسوأ فرص للانطلاق، يُتركَون من ثم بمفردهم.