إلى المحتوى الرئيسي

"برلين عبارة عن معرض فني"

كيف تقوم ياشا يونغ، المديرة الفنية لمتحف الفن الحضري المعاصر الجديد بتغيير صورة الشوارع في برلين. 

11.09.2017
متحف الفن الحضري للفن الحضري المعاصر، برلين
متحف الفن الحضري للفن الحضري المعاصر، برلين © GRAFT

السيدة يونغ، في 16 أيلول/سبتمبر يفتتح في برلين متحف الأمة الحضرية للفن الحضري المعاصر. هل بات "الفن الاحتجاجي" يتمتع بقاعدة ومؤسسة؟

لقد دخل "الفن الاحتجاجي"، كما يصفونه منذ فترة بعيدة الصالات والمتاحف الألمانية. "الأمة الحضرية" ليس المؤسسة الأولى التي تقدم الفن الحضري ضمن صالات مغلقة. وكذلك الفنانون أيضا ليسوا مهتمين فقط بتقديم فنونهم وأعمالهم في مكان عام، وإنما يقومون منذ سنوات بإبداع أعمال فنية "للأماكن المغلقة" ويقدمونها في صالات المعارض المختلفة. مع متحف الأمة الحضرية للفن الحضري المعاصر نسعى إلى تقديم مشاركة شاملة متكاملة في عالم المتاحف تقوم على الجمع والمحافظة والبحث، إضافة إلى تفعيل الفن في مختلف أحياء المدينة. مع متحف الأمة الحضرية يحصل الفن الحضري على ذاكرة جديدة، وهذا هو هدفنا: تقدير قيمة نوع جديد من الفن والعمل على أرشفته.

 

منذ 2013 تقومون بدعوة فنانين من مختلف أنحاء العالم إلى برلين، من أجل تصميم واجهات خارجية وجدران مباني ونوافذ عرض. هل تتحول برلين إلى معرض فني؟ وهل يمكن رؤية هذه الأعمال في طرقات برلين؟ 

نعم، باتت برلين بالتأكيد معرض فني. منذ ما يزيد عن 25 مشروع "جدار واحد" قام "الأمة الحضرية" بتنفيذ الكثير من التعاونات مع مختلف الفنانين. مؤخرا على سبيل المثال مع ريكي لي غوردون في شارع لاندسبيرغر ألي 121، ومع نيكولاس سانشيز أكا ألفافا في شارع مومزنشتراسة 40، ومع دايه XLF في شارع شفيتر 34. كما أن الواجهة الخارجية لمتحف الأمة الحضرية يتم تغيير تصميمها من جديد، باستمرار. بهذا يكون الفن الذي نشأ في الأساس في الطرقات، متواجدا أيضا في مكان عام، خارج إطار المتحف، ويبقى محافظا على حيويته. ولكن أيضا بعيدا عن مشروعات الأمة الحضرية يوجد العديد من الأعمال الفنية المتميزة التي يمكن رؤيتها في المدينة.

على المستوى العالمي تجسد برلين الإبداع والابتكار
ياشا يونغ، المديرة الفنية في "الأمة الحضرية"

لقد عملتم مع العديد من الفنانين من مختلف أنحاء العالم. ما هي قوة الجذب التي تتمتع بها برلين؟ وما هو موقع برلين في مشهد الفن الحضري العالمي؟

من خلال الكثير من المساحات المتاحة والمباني الفارغة التي كانت في برلين بعد عودة الوحدة الألمانية، أصبح للمدينة نوع من أثر الاجتذاب أو الامتصاص على فناني الطرقات في العالم، وهي على هذا الصعيد قد باتت اليوم من أهم المواقع العالمية في المشهد الفني، الذي يتم تقديمه في الأماكن العامة، بعيدا عن الصالات المغلقة والمتاحف. أي أن الفن الحضري قد بات جزءا من ثقافة المدينة، ونمطيا لمشاعر الحياة التي تشد أبناء برلين وزوارها. على المستوى العالمي تجسد برلين الإبداع والابتكار وإمكانات "العيش" كفنان. ومن خلال العدد الكبير من الفنانين القاطنين والعاملين هنا، يوجد مجتمع عالمي في غاية الحيوية.

يعتبر الفنانون محاربين فرديين، أيضا لأنهم يعملون جزئيا بشكل مُستَتِر وغير قانوني. "الأمة الحضرية" يسعى إلى جمع وتشبيك هذا المشهد. كيف يمكن أن يتم ذلك؟

لا أعتبر أن الفنانين محاربون فرديون. مثل الفنانين في أي مجال أو نوع آخر من الفن، يجب عليهم التشابك والتواصل في هذا المجال أيضا. هناك الكثير من تجمعات الفنانين، التي تتألف من عدة فنانين، منها على سبيل المثال طاقم XLF، وثنائيات مثل هيراكوت، أو "ون أب كرو" الذي يضم ما يزيد عن 30 عضوا. أنا شخصيا أعمل كمديرة فنية منذ أكثر من 20 عاما، ولا شك أنني على علاقة وثيقة مع العديد من الفنانين.

هل ترين في افتتاح المتحف نهاية لجهود طويلة، أم بداية جديدة في مجال عمل جديد؟

مع الافتتاح توسعت إمكانات وفرص دعم وتشجيع الفن الحضري المعاصر. كانت السنوات الأربع الأخيرة مراحل استعداد صعبة جدا من أجل الوصول إلى هذه الانطلاقة الجديدة. مع المتحف بات ممكنا تأسيس قواعد متينة للفن الحضري المعاصر، وهو ما يجب التوسع به والبناء عليه الآن.

ما هو مشروعك المحبب حتى الآن، وما الذي تودين عمله في المستقبل؟

أود كثيرا تأسيس تخصصات دراسية جديدة بالتعاون مع الجامعات، وتعزيز برنامج الإقامة اعتبارا من 2018، وتوسيع شبكة العلاقات والتواصل. أيضا أرشفة التاريخ هي من المهمات التي أرغب بدفعها للأمام مع فريق عملي، وكذلك التعاون مع منتدى هومبولت. الأهداف هي: الجمع بين التقليدي والحديث، التعلم المشترك والتعلم المتبادل من الآخر، وفتح المتاحف مجددا بصفتها مواقع للتعليم، متاحة للجميع.

المهم هنا هو اندماج الناس مع تاريخهم والمشاركة والتفاهم ودعم الشباب. لابد من التفكير على المستوى العالمي مع كافة النشاطات، وخاصة في مدينة تجسد الحياة العالمية في القرن الواحد والعشرين.

أجرى اللقاء: مارتين أورت

© www.deutschland.de