إلى المحتوى الرئيسي

مسابقة ألعاب مكابي الأوروبية في برلين

المسابقة الرياضية اليهودية الأكبر تقام للمرة الأولى في ألمانيا، وبمشاركة 2300 رياضيا من 36 بلدا.

22.07.2015
© Rafael Herlich - EMG 2015

"إذا لم يكن الآن، متى إذا؟" أورن أوسترر يفسر ما الذي يثير حركة مكابي العالمية، منذ اختيار برلين لتكون مكان المهرجان القادم. للمرة الأولى يلتقي الرياضيون اليهود في أكبر مسابقاتهم الرياضية في أوروبا، على الأرض الألمانية. لحظة تاريخية مناسبة، حسب رأي لاعب كرة السلة السابق: 70 عاما بعد الجرائم، و50 عاما بعد قيام العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وألمانيا. أوسترر هو المدير التنظيمي لدورة "ألعاب مكابي الأوروبية". مع فريق عمل شاب، وموازنة لا تتجاوز 5 مليون يورو يقوم بالتحضير لمهرجان الرياضة، الذي يعتبر أيضا مناسبة اجتماعية سياسية مهمة: الرئيس الألماني الاتحادي، يوآخيم غاوك هو الراعي لهذا المهرجان الرياضي، وسيقوم شخصيا بافتتاحه، كما يحظى المهرجان بالدعم المالي من الحكومة الألمانية الاتحادية.

"رمزية قوية"

يلتقي أكثر من 2300 رياضي ورياضية من 36 بلدا في ذات الموقع الذي شهد حِرمان الرياضيين اليهود من المشاركة في دورة الالعاب الأولمبية في عام 1936. القرية الأولمبية في برلين التي كانت آنذاك مسرحا للدعاية الإعلامية النازية، سوف تشهد هذه المرة تجمعا لمشاهير من الرياضيين في العالم، الذين يعتبر كل واحد منهم عراب هذا المهرجان الرياضي، مثل بطل العالم بكرة القدم جيرومي بوتينغ. هذا إلى جانب تقديم ولاية برلين ملاعبها مجانا في خدمة المهرجان. وسيشهد مسرح "فالدبونة" في القرية الأولمبية افتتاح المهرجان في 28 تموز/يوليو 2015، على شكل حفل هائل، يتضمن برنامجا ثقافيا متميزا، حيث مِن المُتَوّقع حضور ما يزيد عن 15000 زائر، سيكون كل منهم سفيرا للتسامح والانفتاح. اختيار برلين لتكون موقع المسابقة اعتبره رئيس مكابي ألمانيا، ألون ماير بأن له "رمزية قوية، أن يشهد مكان الجريمة بالذات، أكبر حدث رياضي يهوي منذ الحرب العالمية".

العنصرية المتنامية، معاداة السامية البشعة، استبعاد الرياضيين اليهود من النوادي الرياضية في مطلع القرن العشرين، كلها ساهمت في تشجيع تأسيس النوادي الرياضية اليهودية. برلين من جهتها، كانت في عام 1898 السباقة في هذه الموجة التي قادت فيما بعد، في 1921 إلى تأسيس اتحاد مكابي الدولي. ويضم هذا الاتحاد اليوم 60 بلدا، وحوالي 400000 عضوا، يمارسون الرياضة في أكثر من 450 ناديا، تضم في عضويتها رياضيين من مختلف الديانات. يرى الاتحاد نفسه على أنه جمعية صهيونية، تمخضت عنها اللجنة الأولمبية الدولية (IOC) في عام 1960 على اعتبارها "اتحادا رياضيا من المستوى الأولمبي".

وليس من المتوقع أن يحقق الرياضيون أرقاما رياضية قياسية كبيرة، في الرياضات الكلاسيكية مثل كرة السلة والمبارزة والفروسية، أو في مجالات البريدج والبولينغ. حيث أن غالبية المشاركين من الهواة، الذين دفعوا تكاليف السفر ورسوم الاشتراك البالغة 900 يورو من مدخراتهم الشخصية. ومن بين ضيوف الألعاب الأوروبية التي تقام كل أربع سنوات بالتناوب مع ألعاب مكابي الدولية، رياضيون من مختلف أصقاع الأرض. كثيرون منهم من أصول ألمانية، وبعض منهم من أحفاد أولئك الرياضيين الذين تم استبعادهم في 1936 من قبل النازية من المشاركة. اليوم تريد برلين "استغلال الفرصة للتأكيد على أنها مدينة سلام وتسامح، وترسم إشارة واضحة نحو التعايش بين الجميع"، حسب سيناتور الرياضة في ولاية برلين، فرانك هينكل.

مسابقة ألعاب مكابي الأوروبية من 28 تموز/يوليو حتى 5 آب/أغسطس 2015 في برلين

www.emg2015.de

© www.deutschland.de