حيثما تغيِّر المساعداتُ الإنسانية حياةَ الأشخاص
النزاعاتُ المُسلَّحة والجفافُ والفيضاناتُ تدفع جنوبَ السودان نحو الفقر والعوز. مشروعاتٌ ألمانية تؤمِّن الغذاءَ والماءَ والمأوى.
ثمة لقاءٌ واحد ترك أثرًا لا يُمحَى في ذاكرة (كيم نيكولاي كيركهوف): امرأةٌ ترتدي ثوبًا ورديًا فاتحًا تشعُ بريقًا وهي تحمل أكياسَ طعامٍ إلى منزلها. تحت خيمةٍ مؤقتة مصنوعة من الأغصان والأقمشة، يجلس أطفالُها في الظل. يزور كيركهوف، مستشار شؤون جنوب السودان في منظمة كاريتاس، البلادَ عدة مرات في السنة، ويشعرُ بالارتياح غالبًا عند وصول التبرعات. لكنه يكتشف هنا: أن زوجَ المرأة قُتل في عملية سطو، واُختطف أربعةٌ من أطفالها. ولا يسع الأرملة أن تحزن؛ إذ عليها أن تعيل أفرادَ الأسرة المتبقين. سيتحمَّل مشروعُ الجمعية الكاثوليكية للرعاية الاجتماعية عنها -على الأقل- عبءَ القلق بشأن الغذاء خلال الأشهر المقبلة.
Dieses YouTube-Video kann in einem neuen Tab abgespielt werden
YouTube öffnenمحتوى ثالث
نحن نستخدم YouTube، من أجل تضمين محتويات ربماتحتوي على بيانات عن نشاطاتك. يرجى التحقق من المحتويات وقبول الخدمة من أجل عرض هذا المحتوى.
فتح تصريح الموافقةكيف تُقدِّم ألمانيا المساعدات الإنسانية في جنوب السودان
يعاني جنوبُ السودان من واحدةٍ من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. نزاعاتٌ مُسلَّحة وموجاتٌ من الجفاف وفيضاناتٌ تُجبر السكانَ على النزوح داخل البلاد. وتزداد الأوضاعُ تفاقمًا بسبب الحرب الدائرة في السودان الشقيق، والتي دفعت الكثيرَ من الأشخاص إلى الفرار إلى الجار الجنوبيّ. ولدعم سكان هذا البلد، تنخرط ألمانيا في جنوب السودان باعتبارها أحد أكبر المانحين، وقد خصَّصت حتى الآن نحو 35 مليون يورو لهذا الغرض في عام 2025؛ على سبيل المثال، من خلال برنامج "المساعداتُ الإنسانية متعددة القطاعات في المناطق التي يصعب الوصول إليها والمتضررة من النزاعات والفيضانات في جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان" التابع لمنظمة كاريتاس. تُموِّل وزارةُ الخارجية الألمانية البرنامجَ بمبلغ يقترب من 16.7 مليون يورو، منها 6.2 مليون يورو لجنوب السودان حتى الآن. وسيستمر البرنامجُ حتى نهاية أغسطس/آب 2026، ويمكن أن يساعد نحو 150 ألف شخصٍ في جنوب السودان في غضون ثلاث سنوات.
التغذية، وحفر الآبار، وأمن النساء
يقول (كيم نيكولاي كيركهوف): "أهمُ العناصر هو الأمنُ الغذائيّ". لذلك تُوزّع الموادُ الغذائية أولاً، ثم البذور لاحقًا، حتى يتمكَّن الناسُ من زراعة محاصيلهم بأنفسهم. ويُمثِّل حفرُ الآبار وبرامجُ النقد مقابل العمل، أي البرامج التي يعمل فيها الأشخاص لفترةٍ محددة ويحصلون على أجرٍ مقابل ذلك، أيضًا جزءًا من المشروع الذي يهدف كذلك إلى تحسين أمن النساء. كما يُقدِّم شريكان رعايةً نفسيةً وطبيةً لضحايا العنف الجنسيّ.
من جهةٍ أخرى، تبذل هيئة مالتيزر الإغاثية الكاثوليكية، على سبيل المثال، جهودَها في جنوب السودان بدعمٍ من وزارة الخارجية الألمانية. يُركِّز أحدُ المشروعات على المياه والنظافة والصحة والأمن الغذائيّ، ويحظى بتمويلٍ إجماليّ قدره 30.3 مليون يورو، منها قرابة 5.8 مليون يورو لجنوب السودان حتى الآن. ويمكن لهذا الدعم أن يساعد ما يزيد عن 170 ألف شخص هناك.