إلى المحتوى الرئيسي

أربعة في واحد

أربعة أحزاب تريد التعاون في حكم البلاد. كيف يمكن أن ينجح الأمر؟ هذا ما يتحدث عنه أحد المختصين في السياسة.

14.11.2017
أسود، أصفر، أخضر: هل هذه هي ألوان الائتلاف الحكومي القادم؟
أسود، أصفر، أخضر: هل هذه هي ألوان الائتلاف الحكومي القادم؟ © Stockfotos-MG/stock.adobe.com

ألمانيا. في المحادثات التمهيدية الجارية حاليا، تبحث أحزاب، CDU، CSU، FDP، الخضر عن حلول وسط يمكن على أساسها تشكيل الحكومة الألمانية الاتحادية القادمة. تشكيلة الألوان التي ترمز لهذه الأحزاب "أسود-أصفر-أخضر" لم يسبق لها أن شكلت ائتلافا في البوندستاغ من قبل، يتوجب عليه تجاوز الفوارق الكبيرة فيما بينها. البروفيسور تورستون فاس، الخبير في العلوم السياسية في جامعة برلين الحرة، يشرح سبب تمتع المباحثات الأولية التمهيدية في ألمانيا بتراث عريق.

تعتبر الائتلافات الحكومية في ألمانيا هي القاعدة. هل يعود هذا إلى القانون الانتخابي؟

بسبب قانون الانتخابات النسبي يعتبر الفوز بالأغلبية المطلقة أمرا بعيد المنال جدا. وبما أنه لا يوجد تقليد سياسي لتشكيل الأقليات، فإن تشكيل الائتلافات الحكومية هو الملاذ الوحيد.

"الحلول الوسط هي من أهم ملامح الديمقراطية.
الخبير في العلوم السياسية تورستون فاس

حاليا تتفاوض أحزاب، CDU، CSU، FDP، الخضر على تشكيل الحكومة القادمة. تركيبة لم يسبق لها مثيل على المستوى الاتحادي. من هو الطرف الذي يتوجب عليه التحرك أكثر من غيره وتقديم التنازلات الأكبر؟

  التركيبة الكلاسيكية للحكومة في ألمانيا يمكن أن تكون ائتلاف بين اتحاد CDU/CSU وحزب الأحرار FDP، كما شهدنا ذلك على مدى عشرات السنين في الماضي. على هذا الأساس يكون الخضر هم الذين سوف يساعدون هذا الائتلاف القديم على تحقيق الأغلبية. أي أنه يتوجب عليهم بشكل أو بآخر الانتقال من جانب إلى آخر. ولكن لا يجوز أن ننسى أيضا: الائتلاف الأخير الذي كان بين اتحاد CDU/CSU وFDP من 2009 حتى 2013 كان صعبا جدا، وهذا ما يجعل تحالف حزب FDP بشكل خاص مع هؤلاء الشركاء أكثر صعوبة هذه المرة.

المتخصص في العلوم السياسية تورستون هاس
المتخصص في العلوم السياسية تورستون هاس © dpa

هل يمكن لحكومة قامت على الكثير من التنازلات والحلول الوسط أن تحقق النجاح؟ ما هي إيجابيات وسلبيات الحكومات الائتلافية؟

 ملايين الناس يصنعون السياسة في البلدان الديمقراطية، وفي الختام تبقى القرارات الفردية والمتفرقة. وهذا ممكن فقط من خلال التنازلات. إنها العلامة الفارقة للديمقراطية. الائتلافات تبرز هذا الأمر بشكل واضح، ولهذا السبب لا يجوز أن نتخذ تجاهها موقف الانتقاد فقط، وإنما أن نقوم بتقدير وتقييم أدائها.

 تشير الاستطلاعات إلى أن غالبية الشعب يؤيد ائتلاف "جامايكا" الحكومي الذي يجمع الأسود والأخضر والأصفر. إلا أن الأحزاب تختلف أحيانا في المواقف من بعض الأمور المبدئية. كيف يمكن التوفيق فيما بينها؟

 شعبية "الجامايكا" متقلبة جدا. قبل الانتخابات كانت القيم سلبية جدا، ثم ارتفعت بشكل كبير بسبب عدم وجود أي بديل. يجب علينا أن نتعلم التعايش والتأقلم مع مثل هذه التركيبات الجديدة. نحن ندخل بها عالما جديدا. ويجب علينا أيضا أن نتعلم أن الأحزاب وأنصارها يجب أن تكون مستعدة دوما لتقديم الكثير من التنازلات الكبيرة، وإلا فإن الأمور تبقى معلقة.

 حتى الثمانينيات كان لجمهورية ألمانيا الاتحادية نظام الأحزاب الثلاثة. في البوندستاغ الجديد تتمثل سبعة أحزاب. وتعود آخر مرة شهدت مثل هذه التعددية في البوندستاغ إلى الخمسينيات. ما الذي يمكن استنتاجه هنا عن المجتمع وتطوره؟

 المجموعات الكبيرة تخسر أنصارها، نظام الأحزاب يتمايز، تمثيل المجتمع يصبح أكثر تنوعا وتعددية. باستمرار تحظى أحزاب جديد بالفرصة: الخضر، اليسار، القراصنة (بيراتن)، وأخيرا أيضا حزب البديل AfD.

 أجرت الحوار: جانيت شايان

© www.deutschland.de