إلى المحتوى الرئيسي

"أوروبا بحاجة إلى قيادة سياسية واضحة"

هل تنجح ألمانيا وفرنسا في تقديم زخم جديد من أجل تجديد الاتحاد الأوروبي؟ هذا ما يقوله الخبير هندريك إندرلاين حول هذا الموضوع.

18.04.2018
شركاء من أجل أوروبا: أنجيلا ميركل وإيمانويل ماكرون.
شركاء من أجل أوروبا: أنجيلا ميركل وإيمانويل ماكرون. © dpa

ألمانيا. هندريك إندرلاين أستاذ الاقتصاد السياسي في معهد هيرتي للإدارة الحكومية في برلين، وهو مدير مركز البحث والتطوير "معهد جاك ديلور". في 2011 قام كل من جاك ديلور وهيلموت شميت بتكليف هذا الخبير بالعلاقات الألمانية الفرنسية لتنسيق دراسة "أوروبا خاصتنا" حول مستقبل منطقة اليورو. ومؤخرا قدم الاستشارة للرئيس إيمانويل ماكرون حول موضوعات سياسية أوروبية. أربعة أسئلة عن العلاقات الألمانية الفرنسية ومستقبل أوروبا. 

بروفيسور هندريك إندرلاين.
بروفيسور هندريك إندرلاين. © Dirk Bleicker

السيد البروفيسور إندرلاين، وزير الخارجية هايكو ماس والمستشارة الاتحادية أنجيلا ميركل توجها إلى باريس مباشرة بعد تشكيل الحكومة الألمانية الجديدة. هل يأتي الآن زخم جديد في العلاقات الألمانية الفرنسية وفي مشروع تجديد الاتحاد الأوروبي؟ 
إنه تقليد مهم بين ألمانيا وفرنسا، تبادل الزيارات بعيد تشكيل الحكومة الجديدة. وقد استمر تطور الاتحاد الأوروبي دوما، عندما تتقدم ألمانيا وفرنسا معا بقوة وشجاعة. ولكن: الصداقة على البساط الأحمر لا تكفي، طالما يوجد خلف الأبواب المغلقة خطوط حمراء. لهذا السبب يسعدني أن أرى ألمانيا وفرنسا الآن تتقاربان من بعضهما البعض، حتى على صعيد المضمون. استعداد الحكومة الألمانية الاتحادية الجديدة للقيام بهذا الأمر، تم تدوينه والتأكيد عليه في اتفاق تشكيل الائتلاف الجديد. وأنا على ثقة من أن المستشارة ميركل وكذلك الوزراء الأكثر أهمية بالنسبة لأوروبا، مثل وزير الخارجية ماس، ووزير الاقتصاد ألتماير، ووزير المالية شولتس ووزيرة الدفاع فون دير لاين، سوف يضعون أوروبا باستمرار في أعلى سلم أولوياتهم.

الرئيس الفرنسي ماكرون لديه مقترحات محددة حول "تأسيس جديد" للاتحاد الأوروبي. كيف ترون هذه المقترحات؟ وما الذي يتوجب على ألمانيا أن تفعله؟ 
لقد أعجبني خطاب الرئيس ماكرون في السوربون الذي جمع فيه بين عناصر الرؤية النظرية والمقترحات العملية المحددة. الرئيس السابق للمفوضية الأوروبية جاك ديلور، قال ذات مرة، أن الأوروبيين الكبار يحتاجون إلى رؤية وإلى أداة عمل. الرئيس ماكرون جعل من هذا الدافع هدفا ووسيلة. برأيي أن الكثير من مقترحاته هي مقترحات رائعة. إلا أنه قد تمت صياغتها من وجهة النظر الفرنسية. المسألة بالنسبة لألمانيا هي في وضع مناهجها ومقترحاتها الخاصة. حينها يمكن البدء بمفاوضات حقيقية. المهم في خطاب ماكرون كانت فكرة أنه لا يرى أية خطوط حمراء، وإنما فقط آفاقا رحبة. وهذا يشكل قبل كل شيء عرضا ودعوة مهمة للحوار. وأنا متأكد من أن الحكومة الألمانية الاتحادية الجديدة سوف تذهب إلى الحوار بانفتاح وتفاؤل مماثل. 

الاتحاد الأوروبي هو الشكل المثالي الوسيط بين الدولة القومية والعولمة
هندريك إندرلاين، مدير مركز أبحاث "معهد جاك ديلور"

الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس تحدث في 2017 عن "افتقاد الاستعداد للتصرف السياسي". وذلك "بشكل أساسي من ناحية المشكلات التي لا يمكن حلها إلا بشكل مشترك على المستوى الأوروبي". هل ترون الآن استعدادا للعمل والتصرف؟ 
مدى الاستعداد للتصرف والعمل السياسي تحدده الحكومة الألمانية الاتحادية. وقد بينت مراحل عديدة من مشروع التفاهم والاتحاد الأوروبي على مر العقود الماضية أن القيادة السياسية الواضحة التي تهدف إلى تعزيز وتقوية أوروبا يمكنها أن تكون في غاية النجاح. سياسة أوروبا هي التي تصنع نجاحها بنفسها. من يجري فقط وراء المعترضين ويستمع للمتشائمين، سوف يضع أوروبا في وقت ما على المحك، ويعرضها للمخاطر. ومن وجهة النظر هذه، يجب أن تكون بريطانيا بالنسبة لنا درسا لا ينسى.   

على الصفحات الأولى لاتفاق تشكيل ائتلاف الحكومة الألمانية الاتحادية الجديدة جاء أن على أوروبا أن تتحكم بمصيرها وقدرها. كيف ترى دور أوروبا في عالم تتغير فيه مراكز وموازين القوى؟ 
أولا يجب على السياسة القومية المبادرة إلى تولي المسؤولية عن مصير أوروبا. أوروبا هي جزء من الحل، وليست جزءا من المشكلة. باستمرار يتناقص عدد التحديات التي يمكن مواجهتها وحلها على مستوى قومي ضيق. في ذات الوقت نلاحظ جميعنا الاختلالات الهائلة التي تنتظرنا على المستوى الدولي، لأنه من الصعب التحكم بالعولمة سياسيا. الاتحاد الأوروبي هو الشكل المثالي الوسيط بين الدولة القومية والعولمة. نحن نقوم على المستوى الإقليمي بالتغلب على تحديات يمكن أن تعجز عن مواجهتها العديد من البلدان منفردة، سواء كان ذلك على صعيد الرقمنة (تبني الرقمية) أو تحول المناخ أو الاستقرار النقدي. أوروبا تتجه باستمرار لتكون مرجعا لسياسة بعيدة عن الدولة القومية. وهذا أمر جيد. 

أجرى اللقاء: مارتين أورت

سلسلة لقاءات: الكلام عن أوروبا

© www.deutschland.de