إلى المحتوى الرئيسي

التعلم من الماضي

توازيات مفاجئة: عالم السياسة هيرفريد مونكلر يقارن بين حرب الثلاثين عاما التي نشبت قبل 400 سنة، والأزمات الراهنة في الشرق الأوسط. 

22.05.2018
هيرفريد مونلكر
هيرفريد مونلكر © dpa

كثير من الغضب انفجر في الثالث والعشرين من أيار/مايو 1618 في قلعة براغ: أشراف بروتستانت هاجموا مقر الملك فون بومن وألقوا كاتبه من النافذة. ما دفعهم إلى هذا، كانت القيود التي فُرِضَت على الحريات الدينية، والاضطهاد الذي مارسه أصحاب السلطة الكاثوليك. ما يسمى "القذف من النافذة في براغ" قبل 400 عام، مازال يعتبر حتى اليوم شرارة انطلاق حرب الثلاثين عاما. عالم السياسة الشهير هيرفريد مونكلر، وفي كتابه الجديد "حرب الثلاثين عام. كارثة أوروبية، صدمة ألمانية" يتحدث عن توازيات وتشابهات بين تلك الأزمة التاريخية وبين الأوضاع الراهنة اليوم في منطقة الشرق الأوسط.

السيد مونكلر، هل يمكن فعلا مقارنة حرب الثلاثين عاما بالأزمات الراهنة في الشرق الأوسط؟
مازالت النظرة إلى الحروب في سورية وشمال العراق واليمن وليبيا تقوم على عدم وجود أية علاقة فيما بينها. هذا مع العلم أن الفاعلين والمؤثرين هم أنفسهم في كل هذه الحروب، بداية بما يسمى الدولة الإسلامية "داعش"، حتى القوى المتورطة والمتدخلة، من إيران والسعودية وتركيا. وإذا لم يتحقق النجاح في إيقاف هذه الحروب قريبا، فإن الحديث سيكون مستقبلا عن حرب واحدة متشابكة، بدأت على عدة جبهات مختلفة، إلا أنها تنامت وتكاملت مع بعضها البعض، وتحولت إلى حرب واحدة كبيرة، بفضل قوتها وديناميكيتها الذاتية، وبسبب تدخل قوى أخرى مثل روسيا.

آنذاك، كما اليوم تتحرك القوى الإقليمية الكبيرة من وراء الكواليس
عالم السياسة هيرفريد مونكلر، عن التوازيات والتشابهات بين حرب الثلاثين عاما والأزمات الراهنة في الشرق الأوسط.

وما هي السيناريوهات القادمة التي ترونها؟ 
يشتمل ذلك وقبل كل شيء على عدم وضوح التحالفات والعداوات المتغيرة والمتبدلة، وهو ما كان من الصفات الأساسية لحرب الثلاثين عاما. من هو حليف اليوم، يمكن أن يتحول غدا إلى عدو. بشكل مشابه يتصرف الأفرقاء في الشرق الأوسط في هذه الأيام. في كلا الحالتين تحركت أو تتحرك القوى الإقليمية الكبيرة من وراء الكواليس. في القرن السابع عشر كانت هذه القوى هي إسبانيا وفرنسا بشكل رئيسي، واليوم هي تركيا والسعودية وإيران.
 

Dieses YouTube-Video kann in einem neuen Tab abgespielt werden

YouTube öffnen

محتوى ثالث

نحن نستخدم YouTube، من أجل تضمين محتويات ربماتحتوي على بيانات عن نشاطاتك. يرجى التحقق من المحتويات وقبول الخدمة من أجل عرض هذا المحتوى.

فتح تصريح الموافقة

Piwik is not available or is blocked. Please check your adblocker settings.

هل الذي يمكننا تعلمه من هذا، هو أن القوى الفاعلة احتاجت آنذاك إلى 30 عاما من الدمار والقتل حتى برزت لديها الحاجة والرغبة في الجلوس إلى طاولة المفاوضات؟
سلام فيستفاليا الذي تم التوصل إليه أخيرا، وما ترتب عليه من إعادة توزيع للقوى في وسط أوروبا، كان بالإمكان التوصل إليه قبل ذلك بكثير. ولكن كلا منهم كان يعتقد أن مسيرته سوف تنتهي بالنصر، وتصرف على هذا الأساس. وهذا ما أثار أعداء جددا باستمرار، ولم يؤدي في النهاية إلى أية تغييرات استراتيجية كبيرة مهمة. لقد كان إنهاك الأفرقاء مشفوعا بالدمار الكبير الذي لحق مساحات كبيرة، إضافة إلى تهجير سكانها، هو الذي دفع الأفرقاء في الختام إلى التفاوض حول إنهاء الحرب. هذا الكلام لن يشكل رسالة جيدة إلى الشرق الأوسط، لأن بلوغ مرحلة الإنهاك مازال بعيدا بالنسبة للأفرقاء هناك.

"Der Dreißigjährige Krieg – Europäische Katastrophe, deutsches Trauma"  ("حرب الثلاثين عاما. كارثة أوروبية، صدمة ألمانية")

أجرى الحوار: ماركو زيليغر

© www.deutschland.de