إلى المحتوى الرئيسي

"نحن لسنا شرطة انتخابية"

لماذا تجري انتخابات البوندستاغ للمرة الأولى تحت رقابة منظمة OSCE؟ غيورغ تسيريتيلي يوضح لنا. 

22.09.2017
 انتخابات البوندستاغ 2017: غيورغ تسيريتيلي يترأس بعثة منظمة OSCE لمراقبة الانتخابات
غيورغ تسيريتيلي يترأس بعثة منظمة OSCE لمراقبة الانتخابات © oscepa/Flickr

Photo: © Creative Commons CC BY-SA 2.0

ألمانيا. غيورغ تسيريتيلي هو نائب رئيس التجمع البرلماني لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE). هو من جورجيا ويقوم بتنسيق مهمة بعثة مراقبة الانتخابات خلال انتخابات البوندستاغ، ويترأس وفدا من 50 برلمانيا من 20 دولة عضو في منظمة OSCE.

"القرار في مراقبة انتخابات البوندستاغ في ألمانيا يعود إلى دعوة رسمية من الحكومة الألمانية الاتحادية. هذه هي الممارسة المعتادة في بلدان منظمة OSCE. المنظمة الشريكة، مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان (ODIHR) كان قد أرسل مجموعة صغيرة من الخبراء لانتخابات 2009 و2013 في ألمانيا. وهذه هي أول بعثة موسعة من منظمة OSCE لمراقبة الانتخابات في ألمانيا.

مراقبة الانتخابات ليست عيبا

في البلدان التي كثيرا ما قمنا فيها بمراقبة الانتخابات تكون الإدارات الرسمية على معرفة بآليات عملية مراقبة الانتخابات. ولكن هنا في ألمانيا لا يعرف كل واحد من نحن وما هي مهمتنا. يجب علينا تخصيص وقت كاف للتعريف بأنفسنا وبمهمتنا.

ربما يؤدي قيام منظمة OSCE بمراقبة انتخابات البوندستاغ إلى إثارة حفيظة أو انزعاج بعض الألمان. يمكنني أن أؤكد لهم أنه ليس هناك أي داع للقلق. سواء كان الأمر يتعلق بديمقراطية عريقة أو ديمقراطية حديثة، فإنه بإمكان كل بلد التعلم من الخبراء الدوليين شيئا جديدا عن نظامه الانتخابي. طبعا، تتحدث وسائل الإعلام عن مراقبة الانتخابات بشكل رئيسي عندما تقع أحداث درامية، عندما توصف الانتخابات بأنها غير ديمقراطية على سبيل المثال. ولكن مراقبة الانتخابات لا يجوز إطلاقا أن تعتبر عيبا أو عارا. نحن نريد جعل الإجراءات أكثر شفافية.

بالنسبة لي كسياسي، فإنه من الممتع جدا أن ألقي نظرة متعمقة إلى مسيرة الحياة السياسية اليومية في ألمانيا. خلال الاستعداد لانتخابات البوندستاغ تابعت بكل عناية كل ما له علاقة بالأمن الإلكتروني (المعلوماتي) والهجرة، وكل ما له تأثيرات على المستوى الدولي.

هل يسير كل شيء بعدالة وحرية ونزاهة؟

ضمن إطار الاستعدادات قمنا بالاطلاع على نظام الانتخاب الألماني بشكل متعمق وبكل دقة. بالإضافة إلى ذلك قمنا بمقابلة ممثلين عن الأحزاب وهيئات الانتخابات الرسمية والمجتمع المدني ووسائل الإعلام. وفي مراحل سابقة للانتخابات نقوم بمراقبة دقيقة للمناخ العام وشروط المعركة الانتخابية: هل تستطيع كافة الأحزاب القيام بحملاتها دون أية عوائق؟ هل يتمتع الجميع بإمكانية الوصول إلى وسائل الإعلام بشكل عادل؟

نحن لسنا "شرطة انتخابية". نحن لا نقدم أية تعليمات أو أية نصائح.
غيورغ تسيريتيلي منسق مهمة بعثة OSCE لمراقبة الانتخابات

يسبق عملنا في يوم الانتخابات يومان من الحوارات التحضيرية في برلين. ثم يقوم وفدنا بالانقسام. بعض الأعضاء يبقون في برلين، بينما يسافر الآخرون إلى مختلف مناطق البلاد. ضمن فرق مكونة من شخصين يقوم المراقبون بزيارة مجموعة من المراكز الانتخابية. ومن المعتاد أن يمضوا نصف ساعة تقريبا في المركز الانتخابي الواحد. كل فريق يزور حتى 15 مركز انتخابي. سوف نراقب إجراءات فتح المراكز في الصباح، وسير العملية الانتخابية خلال النهار، وإقفال المراكز الانتخابية في المساء.

 المهم هو: نحن لسنا شرطة انتخابية. نحن لا نقدم أية تعليما أو أية نصائح. نحن نراقب فقط ونطرح أحيانا بعض الأسئلة البسيطة على المساعدين في عملية الانتخاب. اهتمامنا الرئيسي هو العوامل الحاسمة في حرية الانتخابات: هل بمقدور الناخب أن يدلي بصوته بطريقة سرية؟ هل يتم تسجيل النتائج بدقة ونزاهة؟

 بعد إقفال المراكز الانتخابية تقدم جميع فرق المراقبة ملاحظاتها إلى مركز تنسيق المهمة. وفي اليوم التالي لانتخابات البوندستاغ نقوم بتنظيم مؤتمر صحفي نقدم خلاله انطباعاتنا"

 بروتوكول: تانيا تسيش

© www.deutschland.de