لماذا نحتاج إلى مجموعة عشرين قوية
يجب على مجموعة العشرين الاهتمام أكثر بالحاجات الاجتماعية للناس، حسب دينيس سنور، رئيس معهد الاقتصاد العالمي في كيل، والشريك في رئاسة "فكر20".

أثبتت مجموعة العشرين أهميتها في المجتمع الدولي بشكل واضح خلال الأزمة المالية والنقدية في عام 2008. حيث تمكنت مجموعة العشرين التي تضم أهم الدول الصناعية والصاعدة التخفيف من الآثار السلبية أو التخلص منها، عبر مجموعة من السياسات المالية والنقدية. وقد أبدعت مجموعة العشرين حينها في موضوعها الرئيسي، وفي التركيز على النمو العالمي وعلى استقرار الأسواق المالية الدولية. ولكن هذا التركيز لم يعد كافيا في عالم اليوم. فالتجارة العالمية وأسواق المال الدولية لم تعد في نظر الكثير مستدامة، بل أصبحوا يرونها غير عادلة وغير مستقرة. يجب على مجموعة العشرين التوسع في فهمها الذاتي، من أجل استعادة الدعم الاجتماعي وتجديد الاعتراف بها وترسيخه.
لم تعد المشكلات الملحة في عصرنا هي فقط مشكلات ذات طبيعة اقتصادية. لاشك أن مجموعة العشرين قد طورت مفهومها للتنمية وباتت تتطلع إلى أن يشتمل هذا النمو مختلف مجموعات الشعوب بشكل مستدام (النمو المستدام والشامل). كما يوجد أيضا لقاءات وزارية ومجموعات عمل حول موضوعات مثل الرقمنة (تبني الرقمية) أو الزراعة أو التعاون في مجالات التنمية. إلا أن التركيز يبقى رغم كل ذلك على المسائل الاقتصادية.
Live-Stream Think20 Summit Global Solutions
إلا أنه يتوجب على مجموعة العشرين الاهتمام بالمشكلات الاجتماعية للناس، بشكل أكبر مما كانت تفعله حتى الآن. على هذا الصعيد يمكنها تقديم مشاركة قيمة جدا للمجموعة الدولية، والتأكيد على دورها وقوتها كمنتدى عالمي لامركزي للحوار، يجمع ويمثل جزءا كبيرا من سكان العالم ومن التجارة الدولية. حيث أن أسباب المشكلات الاجتماعية التي ساعدت أيضا في صعود التيارات اليمينة الجديدة في الولايات المتحدة وأوروبا وتركيا هي أسباب دولية، وليست محلية. باستمرار يزداد عدد الناس والمجموعات غير المستفيدة من منافع ومكاسب العولمة، والتي تفقد سيطرتها على التحكم الذاتي بمسيرتها نحو النجاح الاجتماعي والاقتصادي، ناهيك عن دفع هذا النجاح نحو الأمام. يجب أن يتم توزيع المكاسب من التجارة العالمية بشكل أكثر عدالة. العديد من فرص العمل المتدنية الدخل ذهبت هباء وصارت من نصيب الرجل الآلي (الروبوت)، كما أن سوق العمل حتى بالنسبة للمهمات الأكثر تعقيدا سوف تتغير بشكل راديكالي بسبب تبني التقنيات الرقمية. وسوف يجد الناس أنفسهم مضطرين للدفاع عن فرص عملهم ومصدر دخلهم في مواجهة منافسة الذكاء الصناعي، وهو ما سيلعب دورا مركزيا في حياتهم. التبعات الاجتماعية لتحول المناخ المستمر سوف تكون كارثية، وسوف تؤثر على الاستقرار السياسي والاقتصادي في مختلف أنحاء العالم.
لهذا السبب ليس أمام مجموعة العشرين خيار آخر سوى الاهتمام بمسألة المناخ وحمايته. كما يتوجب عليها تقديم الإجابات ليس فقط على الحاجات المادية للناس وإنما أيضا على الحاجات الاجتماعية. يجب أن يكون الناس قادرين على التحكم بمصيرهم وعلى المشاركة الفعلية في صياغة حياتهم ومستقبلهم. وهذا يكون ممكنا من خلال إتاحة فرص أفضل للتعليم ومن خلال منتديات الحوار والمشاركة السياسية.
مع هذه المهمات والتحديات سوف تبقى مجموعة العشرين تشكل المنتدى الأهم للحوار في المجموعة الدولية، ويمكنها أن تكون التربة الخصبة لمستقبل واعد يسوده السلام والأمان.
العالم الاقتصادي الأمريكي دينيس سنور هو رئيس معهد الاقتصاد العالمي في كيل، وشريك في رئاسة فكر20 (T20). المجموعة المنتدبة رسميا من مراكز الفكر والبحث تقدم المقترحات المختلفة لمشروع مجموعة العشرين. في 29 - 30 أيار/مايو انعقدت قمة "فكر20" في برلين، تحت عنوان "حلول عالمية"
Der US-amerikanische Wirtschaftswissenschaftler Dennis J. Snower ist Präsident des Instituts für Weltwirtschaft in Kiel und Co-Chair der Think20 (T20). Die offiziell mandatierte Gruppe von Thinktanks bringt Vorschläge in den G20-Prozess ein. Am 29. und 30. Mai findet in Berlin im Vorfeld des G20-Gipfels unter deutscher Präsidentschaft der T20-Gipfel „Global Solutions“ statt. Bei der zweitägigen Konferenz kommen weltweit führende Forschungsinstitute und Think Tanks der G20-Länder in Berlin zusammen, um mögliche Lösungsansätze von globaler Reichweite zu diskutieren und evaluieren sowie Empfehlungen festzusetzen.