ألمانيا تتوسّع في إنتاج البطاريات

عندما نتحدَّث عن الكهرباء كمصدرٍ للطاقة، فإن التخزينَ لا يقلُ أهميةً عن الإنتاج. وتُمثِّل الكهرباءُ الخضراء مصدرًا محوريًا للطاقة في مكافحة تغيُّر المناخ. لذا تكتسب البطارياتُ أهميةً جوهرية، سواءٌ بالنسبة للشاحنات أو جميع الأجهزة الأخرى التي تعمل مستقلةً عن شبكة الكهرباء. من هنا يتوقَّع الباحثون نموًا في سوق بطاريات أيونات الليثيوم بمعدَّل يفوق عشرةً في المائة سنويًا حتى عام 2027. تقع الشركاتُ العشر الأكبر عالميًا في مجال تصنيع البطاريات في آسيا، ستٌ منها في الصين وثلاثةٌ في كوريا الجنوبية. وبدورها تُوجّه ألمانيا كذلك الكثيرَ من استثماراتها إلى قطاع تكنولوجيا البطاريات. توسُّعُ الإنتاج يخطو بخطى متسارعة؛ فمن المتوقع في غضون سنواتٍ قليلة تسيِير ربع السيارات الكهربائية المُصنّعة في أوروبا ببطارياتٍ ألمانية الصُّنع. 

ينبني هذا الأساس على نجاح "المفهوم المظلي لأبحاث البطاريات" الصادر عن الحكومة الاتحادية، حسبما ذكر معهد فراونهوفر لأبحاث الأنظمة والابتكار. ووفقًا لوزارة التعليم والبحث الاتحادية المختصة (BMBF)، فهو "الأساس الاستراتيجي ذو السياسة التمويلية لغرض البحث الشامل في تكنولوجيا البطاريات في ضوء اقتصادٍ دائريٍّ تنافسيّ". البحث يعني تطوير تكنولوجيا أكثر كفاءة، هذا من جهة. ومن جهةٍ أخرى، وهو ما ذهب إليه معهد فراونهوفر، يتركز المفهوم على تطوير عمليات الإنتاج على نطاقٍ أوسع لتعظيم القدرات. 

بطارية السيارات الكهربائية هي وحدة تخزين الكهرباء المتنقلة، الأكبر على الإطلاق من حيث السعة. يتوقع معهد فراونهوفر لأبحاث الأنظمة والابتكار قدراتٍ تصنيعية سنوية تُقدّر بحوالي 400 جيجاواط ساعة في ألمانيا بحلول عام 2030، والتي من المفترض بالتحديث الحالي أنها تمثل بطاريات لحوالي 6.5 مليون سيارة كهربائية. أهمُ الشركات الصانعة في ألمانيا هي شركة الكيماويات بي إيه إس إف وشركات صناعة السيارات فولكسفاغن ومرسيدس وبي إم دبليو وبورشه وغيرها من الشركات الأوروبية مثل نورث ڤولت. تدعم الحكومة الاتحادية في مجال الإنتاج بالأخص الحلولَ المشتركة بالتنسيق مع العديد من الدول الأوروبية.