إلى المحتوى الرئيسي

من أجل الغابة

يعتبر كل من الجفاف وخنفساء لحاء الشجر من المخاطر التي تواجه الغابات في ألمانيا. وتعاني الغابات الصنوبرية بشكل رئيسي من هاذين الأمرين. ما الذي يمكن فعله لمواجهة هذه المخاطر؟

مارتين أورت, 12.04.2021
شروق الشمس فوق الغابة السوداء.
شروق الشمس فوق الغابة السوداء. © picture alliance

تعتبر ألمانيا من أغنى بلدان الاتحاد الأوروبي بالغابات. ومع مساحة 11,4 مليون هكتار تغطي الغابات ما يقرب من ثلث مساحة البلاد الإجمالية. وتتشكل هذه المساحة من حوالي 56 في المائة من الغابات الصنوبرية وما يقرب من 44 في المائة من غابات الأشجار الورقية.

ما هي أحوال الغابات الألمانية؟

أحوال الغابات الألمانية ليست على يرام حاليا. فهي لا تواجه اليوم مخاطر تلوث الهواء الضارة فقط ، كما كانت الحال في فترة الموت الأول للغابات خلال الثمانينيات، وإنما تواجه أيضا مخاطر الجفاف والعواصف والآفات. حيث تجاوزت المساحات الميتة من الغابات 300000 هكتار، يجب إعادة تشجيرها الآن. وقد كانت غابة جبال هارتس المتوسطة الأكثر تضررا حتى الآن.   

ما الذي تواجهه الغابات؟

بسبب فصول الصيف شديدة الحرارة وتراجع كميات الأمطار خلال السنوات الماضية بات العديد من الأشجار أكثر ضعفا ومقاومة. ولهذا السبب لا تستطيع الصمود أمام العواصف الشديدة، كما يشكل هذا الأمر الشروط المثالية لتكاثر خنافس لحاء الشجر. وقد تعرضت مناطق هارتس بشكل خاص لهذا الخطر لأن أشجار التنوب تشكل هناك أكثر من 80 في المائة من الأشجار. بعض أنواع خنافس اللحاء تصيب فقط أشجار التنوب.

كارثية: خنافس اللحاء تشق طريقها داخل الخشب
كارثية: خنافس اللحاء تشق طريقها داخل الخشب © Shutterstock

Dieses YouTube-Video kann in einem neuen Tab abgespielt werden

YouTube öffnen

محتوى ثالث

نحن نستخدم YouTube، من أجل تضمين محتويات ربماتحتوي على بيانات عن نشاطاتك. يرجى التحقق من المحتويات وقبول الخدمة من أجل عرض هذا المحتوى.

فتح تصريح الموافقة

Piwik is not available or is blocked. Please check your adblocker settings.

كيف وصلت الأمور إلى هذه الحال؟

يعتبر الإنسان جزءا من مسببات المشكلة. ففي مناطق هارتس على سبيل المثال تم قطع الغابة المختلطة الأصلية، بعد الحربين العالميتين، بغية إتاحة المجال لأشجار التنوب السريعة النمو من أجل الاستفادة من أخشابها في البناء وفي قطاع تصنيع الأخشاب. في الواقع تنمو هذه الأشجار هناك على ارتفاع يزيد عن 700 مترا. بينما تمت زراعة أشجار الزان في المناطق المنخفضة. ولكن حتى هذه الأخيرة باتت مؤخرا تواجه مخاطر خنفساء لحاء الأشجار.

مشهد تقليدي في هارتس: نباتات برية إلى جانب الخشب الميت.
مشهد تقليدي في هارتس: نباتات برية إلى جانب الخشب الميت. © Shutterstock

هل هناك مخرج من هذه الأزمة؟

في مناطق هارتس يترك القائمون على الغابات هذه الغابات المتضررة بسلام، بحيث تتحول الجذوع العارية إلى غذاء للفطريات والحشرات، كما تستخدم الطيور، مثل نقار الخشب على سبيل المثال جذوع الأشجار الميتة كهوفا للسكن، وتلجأ القطط البرية وحيوانات الوشق إلى إخفاء صغارها بين الأخشاب الميتة، وأخيرا لإتاحة المجال أمام نمو غابة طبيعية مختلطة من جديد. إلا أن هذا يتطلب وقتا طويلا، ويتطلب من زوار منتزه هارتس الوطني الطبيعي الاعتياد على هذه المشاهد وعدم التدخل في عمل الطبيعة.  

وما هي البدائل المتاحة؟

أحد البدائل يمكن أن يكون في قطع الأشجار المريضة وإعادة زراعة أصناف من الأشجار السليمة القوية. وقد خصصت الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات 1,5 مليار يورو لهذه الغاية. الهدف من هذه الأموال هو إعادة التشجير ومواءمة الغابات مع التحول المناخي، إضافة إلى تخصيص جزء من هذه الأموال من أجل الأبحاث المتعلقة بالغابات. إلا أن الخبراء مازالوا غير متفقين على شكل "إعادة بناء الغابة". حيث أنه من الصعب الاكتفاء بأنواع الأشجار المحلية. ويبدأ النقاش حتى مع أشجار تنوب دوغلاس، السريعة النمو. بينما يفضل أصحاب الغابة شجرة الصنوبر المتينة القادمة من شمال أمريكا، يخشى حماة الطبيعة أن تقود هذه الشجرة إلى طرد الأشجار المحلية. على أية حال تبدو الطريق نحو غابة صحيحة بعيدة بالتأكيد عن غابة الأشجار الصنوبرية، ومَيّالة إلى الغابة المتنوعة، من أجل جَعل الغابة أكبر قدرة على المقاومة والصمود في وجه التحولات المناخية.

© www.deutschland.de