إلى المحتوى الرئيسي

"كل ما نحتاجه هو الإرادة فقط"

COP27 - كيف ينبغي أن يكون التعامل مع التغير المناخي: تقرير التقييم الذي أصدرته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ IPCC يتناول خيارات البشرية.

كلاوس لوبر, 08.11.2022
شرم الشيخ، مكان انعقاد مؤتمر المناخ COP27
شرم الشيخ، مكان انعقاد مؤتمر المناخ COP27 © Repina Valeriya/AdobeStock

التغير المناخي على قدم وساق – وعلى البشر التكيف معه. فإيقافه يبدو أمراً مستحيلاً، وفي أحسن الأحوال من الممكن إبطاؤه. إن ارتفاع حرارة الكوكب بمقدار 1,5 درجة مئوية – المقدار الذي وضعته اتفاقية باريس كهدف أمثل يمكن الوصول إليه – سوف يقود إلى تغيرات كبيرة في الظروف المعيشية. وكذلك فإن ما نسجله اليوم من ارتفاع في حرارة الكوكب بمقدار 1,2 درجة مئوية فوق الحد الذي كانت عليه في زمن ما قبل الصناعة تترتب عليه آثار كارثية ملحوظة على أجزاء كبيرة من العالم. يصل عدد من يعيش بالفعل في مناطق من الأرض تعاني من تبعات التغير المناخي إلى 3,6 مليار نسمة"، وفق ما يؤكده البروفيسور هانس-أوتو بورتنر. "تأخذ هذه التبعات أشكال مختلفة، كالعواصف، والفيضانات، والجفاف وغيرها، الأمر الذي نراه يحدث بآن واحد في بلدان عدة." وبالرغم من ذلك فإن مسألة التعامل مع هذه المخاطر لا تلقى إلى اليوم القدر المطلوب من الاهتمام، يضيف البروفسور.

البروفيسور هانس-أوتو بورتنر، IPCC
البروفيسور هانس-أوتو بورتنر، IPCC © picture alliance/dpa

 

يشغل السيد بورتنر منصب الرئيس المشارك لفريق العمل الثاني في مجلس المناخ العالمي IPCC. وكان فريقه قد أصدر في شهر شباط/فبراير من العام الحالي تقريراً جزئياً بعنوان "آثار تغير المناخ، التكيف والتهديدات". لم يسلط هذا التقرير الضوء على ما يسببه التغير المناخي من كوارث في العالم وأيّ النظم البيئية هي الأكثر تهديداً وحسب، وإنما أيضاً على ما يتوجب على البشر القيام به لتجنب أكبر قدر ممكن من الضرر. هذا التقرير هو الجزء الثاني من النسخة السادسة من تقرير التقييم الذي أصدرته هيئة IPCC. أما الجزء الأول من تقرير التقييم فكان حول المبادئ العلمية للتغير المناخي، بينما تناول الجزء الثالث إمكانيات الحد من الانبعاثات. "حاولنا في تقريرنا بشكل أساسي أن نبين أية خيارات نملك لدفع التطور نحو ممانعة المناخ."

الحياة البشرية مهددة بفعل تبعات التغير المناخي

حياتنا البشرية معرضة لتهديد وجودي. هنالك أجزاء من كوكب الأرض لا يستطيع الإنسان البقاء فيها على قيد الحياة في أيام الصيف الحارة إلا بصعوبة بالغة. ذلك المزيج من درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية في تلك المناطق يجعل التواجد خارج المباني أمراً مهدداً للحياة. "التطور في هذا الاتجاه سوف يتزايد"، يحذر بورتنر. "نقوم حالياً بتدمير أجزاء كبيرة من موطننا الذي نشأ قبل 11000 عام." ولا يقتصر الأمر على درجات الحرارة المهددة للحياة فحسب، وإنما نحن بصدد انهيار نظم بيئية بأكملها لطالما زودتنا بمياه الشرب والغذاء.

 

نستطيع تدارك الأمر، لكننا نحتاج إلى الإرادة
البروفسور هانس-أوتو بورتنر، مجلس المناخ العالمي IPCC

ومما يتضح لنا أيضاً من خلال هذا التقرير: إن خياراتنا تتضاءل مع كل ازدياد إضافي في الاحتباس الحراري بمقدار جزء من عشرة من الدرجة المئوية. وبحسب النظريات الراهنة فإن الحد الذي ستنتقل عنده المخاطر على الإنسان من المتوسطة إلى المرتفعة يقع تماماً عند عتبة 1,5 درجة مئوية. ووفقاً للبروفسور بورتنر فإن المعدل الحالي لارتفاع الحرارة العالمي الذي يبلغ حوالي 2,7 درجة مئوية يمثل إذاً زيادة رهيبة في حجم الأخطار الممكنة، ويبين كم هو ضروري أن تلائم البلدان الصناعية الغربية نمط المعيشة فيها مع الشروط الجديدة. وأحد أهم الإجراءات المطلوبة هو: حماية المساحات الطبيعية. يجب حماية 30 إلى 50 بالمائة من البيئات الطبيعية كيلا نفقد القدرة على وقف الكارثة. "سوف نتمكن من ذلك، لكننا نحتاج إلى إرادة صلبة." يضيف بورتنر. "لدينا خيارات فعلية إيجابية، ولكن هذه الخيارات غالباً ما نجدها محلياً لدى الشعوب الأصلية. يجب علينا أن نتعلم منهم."

نمط المعيشة في البلدان الصناعية يجب أن يتغير

بالنسبة للبلدان الصناعية الغربية يعني ذلك الانعطاف عن نمط المعيشة السابق، والذي يتسم بهدر كبير في الموارد. إن خطر الهبوط الحاد في مستوى الرفاهية، كما يتم طرحه من قبل الناقدين، هو أمر لا أساس له من الصحة. هذا ما تشير إليه الخبيرة المالية سيلفي كرايبيل، المؤلفة الرئيسة المنسقة لتقرير IPCC الجزئي الثالث حول الحد من التغير المناخي. وبحسب كرايبيل فإن من المتوقع أن بمقدورنا توفير 40 إلى 70 بالمائة من الانبعاثات دون هبوط حاسم في مستوى الرفاهية لدى شعوب بلدان كألمانيا. وكذلك الحال فيما يخص تمويل عملية الانعطاف المناخي فإن الخبيرة المالية كرايبيل تبدو هنا أيضاً متفائلة. علينا فقط أن ننجح في توجيه مصادر رأس المال الخاصة إلى الأماكن الأكثر حاجة لها – الدول الناشئة والنامية، تضيف كرايبيل. الخبيرة المالية كرايبيل كانت قد أجرت بمساعدة فريقها حساباً تقديرياً لحجم الازدياد المطلوب في تمويل التحول الأخضر كي يتسنى تحقيق الأهداف المناخية لاتفاقية باريس. "وفقاً لحساباتنا فإن حجم الازدياد المطلوب يبلغ ثلاثة إلى ستة أضعاف، وهذا ليس بكثير بالنسبة لسوق رأس المال." وفي المحصلة يمكن القول وفقاً لكرايبيل: صحيح أن الضغط للقيام بإجراءات ملموسة يزداد إلحاحاً يوماً بعد يوم، إلا أن ما يجب فعله من خطوات ملموسة لم يكن يوماً أكثر وضوحاً مما هو عليه الآن.

أهم المعلومات حول مؤتمر COP27 تجدونها هنا.

© www.deutschland.de