إلى المحتوى الرئيسي

سياسة المناخ الخارجية ترسي القواعد

مزيد من الطموح في التضامن هو الهدف الألماني في مؤتمر المناخ COP27 - جينيفر مورغان، تسعى إلى إرسال إشارة تضامن مع البلدان الأكثر ضعفاً.

كلاوس لوبر, 08.11.2022
وزيرة الخارجية بيربوك ووكيلة الوزارة مورغان
وزيرة الخارجية بيربوك ووكيلة الوزارة مورغان © picture alliance/dpa

"عدم السماح بأي تراجع على الرغم من الظروف الصعبة" – ذلك باختصار هو الهدف الرئيسي لحكومة ألمانيا الاتحادية في مؤتمر المناخ "COP27" في شرم الشيخ – مصر. تؤكد جينيفر مورغان، وكيلة وزارة الخارجية الألمانية والمفوضة الخاصة لسياسة المناخ الدولية في الوزارة، على أن أزمة الطاقة والغذاء العالمية يجب ألا تدفعنا نحو الرجوع إلى اقتصاد الوقود الأحفوري، وتضيف: "وإلا فإننا نكون معرضين لخطر الفشل الكلي في السيطرة على الوضع."

تُظهر الكثير من الدراسات والتحليلات العلمية الراهنة مدى خطورة الموقف. جميع التقارير والتوقعات الصادرة عن الجهات الدولية المختلفة، كالوكالة الدولية للطاقة وتقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) حول فجوة الانبعاثات وتقرير الأمم المتحدة حول الوضع الراهن للمناخ، ترسل إشارة واضحة مفادها، كما تلخصها جينيفر مورغان، أننا "لسنا على المسار الصحيح". فلو اكتفينا بالإجراءات التي تم تنفيذها على أرض الواقع حتى الآن، فإننا سنصل إلى عالم معدلات درجات الحرارة فيه أعلى بمقدار 2,7 درجة مما كان عليه في حقبة ما قبل الصناعة، وهذا يعني أعلى بكثير من عتبة 1,5 درجة مئوية التي تم الاتفاق عليها في باريس. تقول وكيلة الوزارة مورغان: "علينا أن نسد هذه الفجوة"، مضيفة: "إن كل عُشر درجة أقل يعني خسارة وضرراً أقل، وهجرة أقل، ونزاعات أقل".

يجب أن نرسل إشارة تضامن واضحة
جينيفر مورغان، المفوضة الخاصة لسياسة المناخ الدولية في وزارة الخارجية الألمانية

لكن الإشارة الإيجابية التي ترسلها الأبحاث والدراسات العلمية هي أن المجال لا يزال متاحاً للحيلولة دون وقوع الكارثة. وبالنسبة لحكومة ألمانيا الاتحادية، هناك ثلاثة محاور عمل أساسية؛ أولاً: تسريع التحول العالمي نحو مصادر الطاقة المستدامة. ثانياً: تعزيز التعاون بين الأطراف المتعددة على شكل شراكات كبيرة في مجال الطاقة. ثالثاً، وربما الأهم: توفير الأموال للتعويض عن الخسائر والأضرار المرتبطة بالمناخ. وكما تؤكد وكيلة الوزارة مورغان فإنه "يتوجب علينا أن نرسل إشارة تضامن واضحة مع الدول الأكثر ضعفاً والتي لا تزال تتحمل العبء الأكبر في هذا المجال". وهذا ما ستركز عليه مورغان في شرم الشيخ، إذ إنها وبالتعاون مع وزيرة البيئة التشيلية، ستقود المفاوضات الخاصة بالتعويض عن كوارث الطقس المستقبلية.

بالنسبة لألمانيا، يجب أن يشكل مؤتمر المناخ "COP27" أيضاً فرصة سانحة أمامها لتؤدي دور القدوة والمثل الأعلى في سياسة المناخ الخارجية. لقد تم الاتفاق في الائتلاف الحكومي على صياغة هدف حماية المناخ بوصفه مهمة تتجاوز التقسيمات الإدارية بين الوزارات، حيث تم تشكيل "فريق ألمانيا إلى مؤتمر المناخ" برعاية وزارة الخارجية الألمانية، لتمثيل ألمانيا في شرم الشيخ. وفي حين أن ألمانيا كانت ممثلة سابقًا في مؤتمرات المناخ من قبل وزارة البيئة، باتت الآن ممثلة من قبل فريق متكامل من وزارات البيئة والخارجية والاقتصاد والتنمية، يؤدي دوره بتناغم وكفاءة عالية.

"فريق ألمانيا إلى مؤتمر المناخ" المشترك بين إدارات الوزارات المختلفة

ترى الدكتورة كريستيانة روليدر، وكيلة وزارة البيئة وحماية الطبيعة والسلامة النووية وحماية المستهلك (BMUV)، أن من نقاط القوة الأساسية في مجال عملها هو أن حماية المناخ أصبحت الآن أولوية قصوى في العديد من الوزارات. ومن وجهة نظر الوزارة، ينبغي النظر إلى أزمة المناخ بوصفها جزءاً من تحدٍّ عالمي ثلاثي الأبعاد، يشمل إلى جانب الاحتباس الحراري، فقدان التنوع البيولوجي وزيادة تلوث النظم البيئية. ولذلك ترى روليدر أن "ما نحتاجه هو إيجاد حلول تعالج أكبر عدد ممكن من المشاكل في الوقت ذاته"، مضيفة: "وهكذا يمكن لتدابير استعادة الموائل أن تخلق مفعولاً تضامنيا يجمع بين حماية المناخ والحفاظ على الموائل".

ترى الوزارة الألمانية الاتحادية للاقتصاد وحماية المناخ BMWK أن مهمتها في المقام الأول تتمثل في وضع مفاهيم التحول الأخضر موضع التنفيذ، وبخاصة على خلفية أزمة الطاقة الحالية. فمحطات استقبال الغاز الطبيعي المسال الجديدة والتي هي قيد الإنشاء حالياً، يمكن أن يتم تصميمها على نحو يسمح لها باستقبال الهيدروجين والأمونياك الأخضَرَين في المستقبل. أما وزارة التعاون الاقتصادي والتنميةBMZ ، فتركز اهتمامها على تنفيذ التحول الطاقي في البلدان الناشئة والنامية، والتي تُعَدّ مسؤولة عن ثلثي انبعاثات الغازات العادمة "الدفيئة" العالمية. وفي إطار مؤتمر "COP27" تسعى وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى إطلاق حملة ترويجية لمفهوم الانتقال العادل، كما يؤكد يورغن تساتلر، رئيس قسم التعاون الدولي في الوزارة، ويضيف: "لا يجوز النظر إلى التحول الطاقي بوصفه مشكلة تقنية فحسب، بل هو جهد جماعي وفعل اجتماعي، ولذلك لم نعد نركز اهتمامنا على المشاريع المنفردة فقط، بل بتنا ننظر إلى التحديات التي يواجهها البلد المعني بالتعاون، وإلى كيفية مساعدته بشكل فعال".

كل هذا يتفق مع الشعار الذي تبناه فريق ألمانيا إلى مؤتمر المناخ، ألا وهو: "طموح أكبر في جو من التضامن". تقول جينيفر مورغان: "لا يكون مؤتمر COP27 من وجهة نظرنا ناجحاً في حال تم الاكتفاء بتسريع عملية الانتقال الطاقي، ولم نرسل أيضاً إشارة تضامن قوية إلى البلدان الأكثر ضعفاً على وجه الخصوص بأننا لن نتركهم لمصيرهم البائس، بل سنقف إلى جانبهم وندعمهم".

أهم المعلومات حول مؤتمر المناخ COP27 تجدها هنا.

© www.deutschland.de