إلى المحتوى الرئيسي

يوميات الحياة في مخيم اللاجئين

في مخيم الزعتري في الأردن يعيش آلاف اللاجئين السوريين. أعمال صغيرة، منها على سبيل المثال فرز القمامة، تتيح لهم الآن دخلا بسيطا.

16.12.2016
© dpa/Bernd von Jutrczenka - Refugees

إلى اليسار تتجمع أكوام الخردة، وإلى جوارها أعداد لا تحصى من الأكياس البلاستيكية، وفي المقابل تتجمع علب الكرتون: كميات هائلة من الفضلات تنتج يوميا في مخيم الزعتري. يعيش حوالي 80000 إنسان في أكبر مخيم للاجئين في الأردن، على بعد حوالي 15 كيلومترا من موطنهم سورية. وقد وصل هذا العدد ذات يوم إلى 120000، حسب جيداء قمحاوي من منظمة المساعدات أوكسفام. السيدة الأردنية تشرف على مشروع التدوير (إعادة الاستخدام) في الزعتري، الذي يتيح لحوالي 800 امرأة ورجل فرصة الحصول على دخل بسيط. الهيئة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) تقوم بتنسيق المشروع بتفويض من الوزارة الألمانية الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ).

 

"Cash for work"، النقد مقابل العمل: هو اسم هذه المبادرة لتشغيل اللاجئين. وقد تم إطلاقها في مؤتمر سورية الذي انعقد في شباط/فبراير 2015 في لندن. هدف هذه المبادرة هو: محاربة أسباب اللجوء ومنح الناس القادمين من سورية فرصة لكسب شيء من المال بعرق جبينهم. وقد خصصت وزارة BMZ 200 مليون يورو لمشروعات في العراق والأردن ولبنان وتركيا.

 

العمل مقابل الحد الأدنى من الأجور المحلية

 

بهذه الطريقة تم تأمين فرص عمل لحوالي 39000 إنسان حتى نهاية عام 2016: في مجالات تخفيف وتجنب القمامة وتدويرها، وفي بناء البيوت والمدارس والطرقات وكذلك للمدرسين والمدرسات. ويحصل العاملون على الحد الأدنى من الأجور المحلية. وقد أمكن تأمين الدراسة والتعليم لحوالي 300000 طفل، وتأمين فرص التأهيل المهني لما يقرب من 10000 إنسان. كما أنه من المفترض بناء أو إصلاح وإعادة تأهيل 1700 شقة سكنية وعشرات المدارس والمراكز الصحية.

 

كل هذا هو ضروري جدا، أيضا في مخيم الزعتري. وقد تطور المخيم منذ مدة ليصبح أشبه بمدينة متوسطة الحجم، حيث تعادل مساحته ما يقرب من مساحة 750 ملعبا لكرة القدم. رياض أطفال، حدائق وملاعب، مستشفيان، وعدة مدارس تتسع لحوالي 16000 طفل، باتت جميعها جزءا من المخيم. وقد قام بعض اللاجئين بافتتاح دكاكين صغيرة، أو بسطات لبيع الأطعمة أو ورشات عمل صغيرة. إلا أنه من غير المسموح لهم العمل خارج المخيم. وهذا ما يزيد من أهمية فرص العمل والتشغيل داخل المخيم.

 

في هذه الأثناء برزت في مخيم اللجوء مشكلة القمامة والفضلات. "30 طن من القمامة تتجمع يوميا في المخيم"، حسب جيداء قمحاوي. عمل اللاجئين في مشروع التدوير يعود أيضا بالفائدة على البيئة ويخلق بنية تحتية. يقوم بعض السكان بجمع القمامة، ويُحضِرونها بعرباتهم إلى مجمع التدوير وإعادة الاستخدام في المخيم. هناك يقوم لاجئون آخرون مشاركون في المشروع بعملية الفرز والتوضيب، كما يتم ملء علب الكرتون وضغطها. بينما يقوم لاجئون آخرون ببيع المواد القَيِّمة خارج المخيم. "نحصل حاليا على 270 دينارا مقابل طن من الفضلات البلاستيكية"، حسب قمحاوي. وهو ما يعادل حوالي 340 يورو.

 

نهاية التقاعس السلبي

 

يتم توزيع عائدات المشروع بين المشاركين فيه، الأمر الذي يعتبر فرصة جيدة لمكسب إضافي لما يحصل عليه كل لاجئ في مخيم الزعتري من منظمات المساعدة وهو ما يعادل حوالي 26 يورو في الشهر. من يستطيع المشاركة في مشروع التدوير، يحصل في الساعة على مبلغ يتراوح بين دينار ودينارين. بالنسبة للعاملين تعتبر هذه بداية جديدة، وفي ذات الوقت نهاية التقاعس السلبي الذي يمتد عدة شهور في الغالب. علاوة على ذلك يساعد هذا العمل على بقاء الحياة في الزعتري مقبولة للجميع، من خلال معالجة أكوام القمامة التي يمكن أن تنتج في المستقبل هناك أيضا.

 

كثير من اللاجئين يأملون في العودة إلى وطنهم. فالهروب إلى أوروبا ليس من ضمن خياراتهم، حسب تأكيد الكثيرين. وهم يريدون العودة إلى سورية، فور عودة السلام إلى ربوعها. ولكن حتى ذلك اليوم، يتيح لهم العمل في المخيم فرصة كسب بعض المال، وشيئا من حياة يومية طبيعية، بدلا من البقاء على هامش النسيان.

© www.deutschland.de