"نحن جزءٌ من نسيج هذا المجتمع"
فرّ أنس معضماني من سوريا إلى ألمانيا. صورته الذاتيةُ مع أنجيلا ميركل جعلته مشهورًا، لكنه وجد سعادته الغامرة مع امرأةٍ أخرى.

"عندما فررتُ من سوريا، لم أكن قد بلغتُ السابعةَ عشرة من عمري. كان والداي معارضِين لنظام الأسد، وخشيا أن أُجنَّد في الجيش وأفقد حياتي. وهباني كلَ مدخراتهما – ما يعادل قرابةَ 3000 يورو. سافرتُ في قاربٍ عبر بيروت وتركيا إلى اليونان، ثم عبرتُ طريقَ البلقان نحو ألمانيا. بعد وصولي بفترةٍ وجيزة، صادفتُ أنجيلا ميركل في مأوى للاجئين في برلين. التقطتُ صورةً ذاتيةً معها وانتشرت الصورةُ على نطاقٍ واسع، لذا يعرفني الكثيرُ من الناس.
Dieses YouTube-Video kann in einem neuen Tab abgespielt werden
YouTube öffnenمحتوى ثالث
نحن نستخدم YouTube، من أجل تضمين محتويات ربماتحتوي على بيانات عن نشاطاتك. يرجى التحقق من المحتويات وقبول الخدمة من أجل عرض هذا المحتوى.
فتح تصريح الموافقةيسألونني عادةً إن كان هذا اليوم هو أهمُ يومٍ في حياتي. بالنسبة لي، كان ذلك يوم التقيتُ آنا.
كنتُ أدرسُ الإعلامَ والاتصال التجاري في جامعة برلين للعلوم التطبيقية في ذلك الوقت. نظَّم زملائي الطلاب غداءً لتناول البيتزا. رأيتها وتحدَّثتُ إليها على الفور. آنا من كييف في أوكرانيا، وانتقلت إلى برلين لدراسة الهندسة الميكانيكية.
التقينا في وقتٍ كنتُ أجدُ فيه صعوبةً في الدراسة. لم تكن اللغةُ الألمانيةُ لديّ جيدةً بما يكفي بعد؛ كنتُ قلقًا من الرسوب في الامتحانات، لذا التحقتُ بدورات لغة إضافية في الجامعة. جلستُ أنا وآنا معًا في المكتبة لعدة أشهر، لثماني ساعاتٍ متواصلة في معظم الأحيان. وكلما أردتُ الاستسلامَ، كانت تُحفّزني من جديد. لولاها لما استطعتُ إكمال دراستي.
ثم اندلعت الحرب في أوكرانيا في عام 2022. وعندما هاجمت القواتُ الروسية كييف، تمكَّنتُ من مواساة آنا والوقوف بجانبها. أدركتُ معنى أن تنهار حياتُك بين عشيةٍ وضحاها وتُهدَّد عائلتُك. أبعدتُ آنا عن متابعة الأخبار وكنا نخرج كثيرًا، وشاركنا في مظاهراتٍ مناهضةً للحرب.
أنا مُمتنٌّ للعيش في بلدٍ بلا حرب
أنا اليوم مُمتنٌّ للعيش في بلدٍ بلا حرب. حصلتُ بعد تخرُّجي على مقعدٍ في كلية برلين للصحافة. أعملُ اليوم في مهنة صحفي فيديو في دويتشه فيله؛ بالنسبة لي وظيفةٌ من درب الأحلام. لديّ أيضًا قناتي الخاصة على تيك توك. أروي فيها قصصًا عن السوريين في برلين – سائقي حافلات وطهاة وموظفين في البريد. أريد أن أُظهر أننا أكثر من مجرد لاجئين وأننا جزءٌ من نسيج هذا المجتمع.
بعد سقوط الأسد في عام 2024، سافرتُ عائدًا إلى سوريا لأول مرة. أفتقدُ والدتي بالطبع ودفء وطني ودمشق النابضة بالحياة. ولكن مستقبلي هنا في برلين. أنا وآنا مخطوبان؛ وهي تعمل مهندسةً في تلك الأثناء. نريدُ أن يكبر أطفالُنا في برلين".