إلى المحتوى الرئيسي

الحرية في الأبحاث

توجب عليهم الفرار خوفا على حياتهم: ثلاث عالمات يتحدثن عن بداياتهن في ألمانيا.   

كيم بيرغ , 23.01.2023
منذ 2019 تدعم المبادرة العلماء اللاجئين
منذ 2019 تدعم المبادرة العلماء اللاجئين © AdobeStock

التجأ كثير من الباحثين والعلماء إلى ألمانيا، حيث يمكنهم هنا متابعة البحث العلمي بأمان وحرية. من أجل إتاحة المجال أمام الباحثين والباحثات لبداية جديدة تقدم مبادرة فيليب شفارتز دعما ماليا لبعض الجامعات ومؤسسات الأبحاث الألمانية كي تتمكن هذه بدورها من تمويل منح لهؤلاء الباحثين.   

وزارة الخارجية الألمانية والعديد من المؤسسات والهيئات، إضافة إلى مؤسسة أندرو ميلون الأمريكية تُمَوّل مجتمعة هذا البرنامج. ثلاثة من السيدات الحاصلات على هذه المنح يتحدثن عن سبب إرغامهن على مغادرة بلادهن بالإكراه، وعن الدعم الذي وجدنه في ألمانيا.    

غانيا النقب، كيميائية أغذية من اليمن، حصلت على الدعم من 2017 حتى 2019 

Ghanya al-Naqeb
Ghanya al-Naqeb © privat

"كمتخصصة في كيمياء الأغذية قمت في جامعة صنعاء بأبحاث حول المزايا والفعاليات الطبية للأعشاب. بعد احتجاجات الربيع العربي تفاقمت الأوضاع في بلادي وازدادت صعوبة بالنسبة للباحثين. وقد واجهت في بعض الأحيان انقطاع الماء والكهرباء، وهو ما كان ضروريا جدا لعملي. كما أنني لم أتسلم أي راتب طيلة سنتين من الزمن. ثم شاهدت كيف اختفى عدد العلماء والباحثين في جامعتي. تملكني الخوف مما يمكن أن يحدث لي. وقد كنت أخشى على حياتي. خلال رحلة إلى خارج البلاد في 2016 بدأت أبحث بشكل جدي عن فرصة عمل في الخارج. وقد قادني هذا إلى التواصل مع ليانة ليمان، بروفيسورة الكيمياء الغذائية في فورتسبورغ. بالتعاون معها تقدمت بطلب الحصول على منحة من مبادرة فيليب شفارتز، وهو ما حصلت عليه بالفعل.    

عندما وصلت إلى فورتسبورغ في كانون الأول/ديسمبر 2017 شعرت بارتياح كبير. حواجز اللغة وصعوبات العمل في مختبر في غاية الحداثة كانت دون شك تحديات كبيرة. في ذات الوقت استقبلني فريق العمل أفضل استقبال، وأنا ممتنة جدا لإتاحة الفرصة لي لمتابعة أبحاثي الخاصة في ألمانيا. في الأساس كنت أنوي العودة إلى اليمن بعد انتهاء فترة الدعم، ولكن بسبب الحرب الأهلية المستمرة بات الأمر غير ممكن حاليا. بفضل العلاقات التي تمكنت من إجرائها خلال منحة مبادرة فيليب شفارتز نجحت في الحصول على قبول من جامعة ترينت. لهذا السبب أعمل حاليا في شمال إيطاليا".  

عنان الشيخ حيدر، أستاذة القانون الجنائي من سورية، حصلت على الدعم من 2016 حتى 2018 

Anan Alsheikh Haidar
Anan Alsheikh Haidar © Philipp Schwartz-Initiative / Selina Pfrüner

"أنا من مدينة السلمية في غرب سورية، وعملت كأستاذة مساعدة في جامعة دمشق، حيث كنت أدرس قانون العقوبات. أثناء محاضراتي كان يتواجد باستمرار عناصر من رجال الأمن، حث كنت من خلال الموضوعات التي أتناولها أوجه أيضا النقد غير المباشر لنظام الرئيس بشار الأسد. في عام 2013 فقدت كل أمل في مستقبل أفضل لبلادي: في إحدى الأمسيات وقف شرطي أمام باب بيتنا، وسأل عن زوجي، الذي كان عالما أيضا. وعندما قلت أنه غير موجود في البيت، أكد لي أنه سوف يعتقلني شخصيا في المرة القادمة. بعدها هربنا من وطننا، ووصلنا أخيرا إلى أحد مواقع إقامة اللاجئين في ولاية نوردراين-فيستفالن. خلال إحدى مقابلات عمل زوجي في جامعة كولونيا سمعت عن مبادرة فيليب شفارتز.  

لفتّ انتباه أحد الأساتذة في الجامعة، حيث قام بترشيحي للحصول على منحة. عملت كباحثة في معهد قانون السلام والأمن الدولي، حيث شكلت الأزمة السورية محور الاهتمام الرئيسي. إضافة إلى ذلك حضرت حلقات بحث حول موضوعات مختلفة ضمن إطار القانون الدولي. كان من الواضح بالنسبة لي أن الحصول على فرصة العمل من خلال المبادرة هي فرصة كبيرة جدا. بفضلها تمكنت من بناء شبكة من العلاقات العلمية في ألمانيا. وبعد انتهاء فترة المنحة تم تمديد فترة عملي في الجامعة".  

يوديت نامر، متخصصة في العلوم النفسية من تركيا، حصلت على الدعم من 2017 حتى 2018 

Yudit Namer
Yudit Namer © Philipp Schwartz-Initiative

"كمتخصصة في علم النفس، عملت في جامعة غيديز في إزمير، حيث كنت ألقي المحاضرات، وأقوم بتقديم الرعاية النفسية للمرضى. قبل محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز/يوليو 2016 كنت قد وقعت على عريضة قدمتها "علماء من أجل السلام". وبعد محاولة الانقلاب قررت مغادرة البلاد إلى ألمانيا. حيث كان الباحثون في تركيا يُعتَبَرون من أعداء الدولة. تم طردهم، وفقدوا حقوقهم التقاعدية، وتم سحب جوازات سفرهم. لذلك شعرت بالانفراج الكبير والراحة النفسية عندما وصلت إلى ألمانيا. حظيت باستقبال جيد في كلية العلوم الصحية في جامعة بيليفيلد. بمساعدة أوليفر رازوم، عميد الكلية السابق، تقدمت بطلب الحصول على منحة من مبادرة فيليب شفارتز، وحصلت على الموافقة بعد بضعة أشهر.  

كانت البداية الجديدة في ألمانيا سهلة. وقد ساعدني في ذلك الدعم المالي من خلال المنحة، وزملائي، إضافة إلى شريكي الذي كان قد سبقني في المجيء إلى بيليفيلد. في مجال العلوم أشعر أنني في وطني – في الجامعات الحرة في كل مكان في العالم. أشعر بامتنان كبير للمبادرة التي ساعدتني في البداية، كي أجد مستقرا جديدا لحياتي. حتى الآن أعمل في كلية العلوم الصحية في جامعة بيليفيلد. بدأ المشروع خلال فترة المنحة، ولهذا السبب لم أكن بحاجة إلى الاستفادة الكاملة من المساعدة".  

مزيد من المعلومات عن مبادرة فيليب شفارتس 

© www.deutschland.de 

هل ترغب في الحصول على معلومات منتظمة عن ألمانيا؟ كيفية تسجيل الدخول: