منطقة راين رور
تستضيف المنطقةُ الديناميكيةُ الغنيةُ بالتاريخ والابتكار الألعابَ الجامعيةَ لعام 2025.

تستضيف منطقةُ راين رور في ألمانيا في يوليو/تموز دورةَ الألعاب الجامعية العالمية لعام 2025. يُعدّ مكانُ إقامة هذا الحدث الرياضيّ أحدَ أكثر المناطق إثارةً وحيويةً في أوروبا من الناحيتين التاريخية والثقافية على حدٍ سواء.
تمتد منطقةُ راين رور الحضريةُ على جزءٍ شاسعٍ إلى الغرب من ألمانيا. وهي تشمل -بجانب المدن المُستضيِفة بوخوم ودويسبورغ وإيسن ومولهايم أن دير رور وهاجن- كذلك دوسلدورف، عاصمةَ ولاية نوردراين فيستفالن. أشهرُ المدن كولونيا، مدينةُ المليون نسمة التي تضم بين جنباتها كاتدرائيةَ كولونيا، ودورتموند، التي تُشتَهرُ بنادي كرة القدم ذائع الصيت بوروسيا.
ومع ذلك، تقع جميعُ مدن الألعاب الجامعية في منطقة الرور الأصلية؛ التي تُعتبر -بكثافةٍ سكانية تتجاوزُ خمسةَ ملايين نسمة- أكبرَ تجمُّعٍ سكانيٍّ في ألمانيا. تندمج المدنُ هنا إحداها مع الأخرى، خاصةً على المحور من الغرب إلى الشرق. ولا يلاحظ الزائرون غالبًا أنهم انتقلوا من مدينةٍ كبيرةٍ إلى أخرى إلا من خلال النظر إلى لافتات المدينة. أخذت المنطقةُ اسمَها من نهر الرور الذي يتدفَّق عبرها من الشرق إلى الغرب. وقد أتاح نقلَ الفحم والمنتجات الصناعية بطريقةٍ فعَّالة من حيث التكلفة.

التعدين يُميِّز منطقةَ الرور منذ قرون
تُعدّ المنطقةُ مركزًا مهمًا للصناعة والتجارة، ولكن ملامحها تشكَّلت بفضل التعدين. كما أن غناها برواسب الفحم والخام وإنتاج الصلب والصناعات التحويلية جعلها واحدةً من أهم المراكز الصناعية في العالم في القرن التاسع عشر. في الوقت الراهن، توقَّف التعدينُ الذي ميَّز المنطقةَ وصاغ عقليةَ سكانها على مدار قرون. نشأت المدنُ حول المناجم والمنشآت الصناعية. وخلال فترة النمو الصناعي، وفد العديدُ من الأشخاص على منطقة الرور من مناطق أخرى في ألمانيا ومن الخارج، خاصةً من بولندا وتركيا وإيطاليا واليونان. وحتى يومنا هذا، تتميَّز المنطقةُ بالتعايش بين العديد من الثقافات.

إيسن: موقع تراث ثقافي عالمي ورمزٌ للتغيير
تضرب مدينةُ إيسن مثالاً للتغيير والابتكار في المنطقة. يقع هنا منجم تسول فيرآين، الذي كان في يومٍ من الأيام أكبرَ منجمٍ للفحم في العالم وأصبح الآن أحدَ مواقع التراث العالمي لليونسكو. كما حُوِّلت العديدُ من المنشآت الصناعية الأخرى هنا إلى مراكز ثقافية أو متاحف أو أماكن لإقامة الفعَّاليات.
لقد أصبحت المنطقةُ اليوم مركزًا بحثيًا وجامعيًا يضم ما لا يقل عن تسع جامعاتٍ وكلياتٍ للعلوم التطبيقية والعديد من المراكز التكنولوجية، حسب الإحصاء. كما تُعدّ منطقةُ الرور كذلك مركزًا لوجستيًا أوروبيًا ومقرًا للعديد من مؤسسات البيع بالتجزئة. وتملك العديدُ من كبريات شركات التأمين في ألمانيا مراكزَ هنا أيضًا، وكذلك المجموعات الكبرى في قطاع الطاقة.