مؤتمر المؤرخين الألمان

لمؤتمر الأكبر للمتخصصين في العلوم الإنسانية في أوروبا، مؤتمر المؤرخين، يقام هذا العام في ظل الموضوع الرئيسي "مسائل الإيمان"، وذلك بمشاركة 3500 مؤرخ ومؤرخة من 20 بلدا، وتستضيفه جامعة هامبورغ. المتحدث الدائم في الاجتماع الافتتاحي هو وزير الخارجية الألماني الاتحادي فرانك-فالتر شتاينماير. الأزمات بين الأديان والمجموعات الدينية المختلفة لم تكن هي السبب في اندلاع الصراعات المسلحة في مختلف أنحاء العالم، في الماضي فقط. أيضا في العصر الحاضر تبدو مثل هذه الصراعات جَلِيّة. يوجه علماء التاريخ الاهتمام الآن من أجل فهمٍ وتصنيفٍ أفضل لهذه الأزمات من الناحية التاريخية، وربما المساهمة بالتالي في تحقيق خطوة نحو حلها.

الإيمان أم المعرفة؟

إلا أن البحث في "مسائل الإيمان" خلال مؤتمر المؤرخين هو موضوع مهم بين أوساط العلوم التاريخية أيضا: أية معتقدات تعتبر من المعرفة، وأية إشارات وتفاسير من التاريخ تميل أكثر إلى كونها إيمانا ومعتقدات؟ في حوالي 100 محاضرة ومناقشة عامة حول الحُقَب التاريخية الممتدة من التاريخ القديم حتى المعاصر، يناقش المشاركون موضوعات مثل قوة التفسير والقناعات والأيديولوجيات ومعتقداتها العلمية. الموضوع الرئيسي "مسائل الإيمان" يهدف إلى معالجة وتحليل مواقف ووجهات نظر لم تتم متابعتها ومناقشتها حتى الآن. منظمو المؤتمر لا يرون "الإيمان" على أنه مجرد جزء من الديانات، وإنما باعتباره جانبا أساسيا من التفسير والفهم البشري لهذا العالم. يسعى يوم المؤرخين إلى إثارة الاهتمام بكيفية تمكن مثل هذه المعتقدات والافتراضات الإيمانية من تحقيق الاستقرار الفكري للإنسان في تلك العصور من ناحية، إضافة إلى الحاجة والضرورة المتكررة لإعادة التفكير فيها من ناحية أخرى. الحدود بين الإيمان والمعرفة ليست واضحة في هذا السياق. العنوان يجب أن يقود إلى انعكاس ذاتي ومراجعة لأسس التخصص نفسه.

تَجَمُّع المؤرخين الألمان اختار هذا العام الهند، لتكون الشريك الرسمي للمؤتمر، وهي المرة الأولى التي يتم فيها اختيار بلد غير أوروبي. الأمل من هذا الاختيار هو في دعم التبادل الدولي المتعلق بصور ومشاهد التاريخ، والتخفيف من التركيز على أوروبا المستمر حتى الآن، والسائد حتى في النظرة الألمانية للتاريخ.

مؤتمر المؤرخين الألمان من 20 حتى 23 أيلول/سبتمبر 2016 في هامبورغ

www.historikertag.de

© www.deutschland.de