إلى المحتوى الرئيسي

كيف يُساعد الذكاءُ الاصطناعيُّ على المزيد من الإبداع

سواءٌ كان فيلمًا أو فنًا أو موسيقى – أصبح الذكاءُ الاصطناعيُّ في كثيرٍ من الأحيان مصدرَ إلهامٍ جديد. تُوضِّح هذه الأمثلة الثلاثة كيف أنه لا يحل محل الإبداع، بل يوسِّع نطاقه. 

كلاوس لوبرKlaus Lüber, 23.10.2025
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعدنا على أن نكون أكثر إبداعًا.
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعدنا على أن نكون أكثر إبداعًا. © Volucap GmbH

مع أن الذكاء الاصطناعي يعمل منذ زمنٍ بعيدٍ بمستوى يُقلق حتى المبدعين أنفسَهم: إلا أنه عند استخدامه بشكلٍ صحيح، لا يُصبح منافسًا، بل مصدر إلهامٍ لأفكارٍ جديدة.  

السينما: قصصٌ عظيمةٌ، وميزانيةٌ ضئيلة  

تقف ممثلةٌ في دائرةٍ بها 42 كاميرا في استوديو بابلسبيرغ. لحظةٌ قصيرة – ثم يُولَد توأمُها الرقميُّ. وهنا تعمل شركة فولوكاب "Volucap" الألمانية على مستقبل الإنتاج السينمائي باستخدام الذكاء الاصطناعيّ. منذ عام 2018، تُشغّل ما يُسمى "الاستوديو الحجمي" في استوديو بابلسبيرغ التاريخي. في غرفةٍ شبيهةٍ بالأسطوانة، تُصوِّر 42 كاميرا عالية الدقة مُوزَّعةُ في المكان ممثلاً أو ممثلةً من جميع الجوانب والاتجاهات، بحيث يمكن إنتاج صورة تفصيلية ثلاثية الأبعاد.  

من داخل استوديو فولوكاب في بابلسبيرغ
من داخل استوديو فولوكاب في بابلسبيرغ

يمكن دمج هذه الصورة ثلاثية الأبعاد في أي مشهد من الفيلم باستخدام الذكاء الاصطناعي؛ حيث يُمكن بعد ذلك تعديل الإضاءة وزاوية الكاميرا والخلفية بمرونة كبيرة. ترى شركة فولوكاب في ذلك إمكانيةً لإضفاء طابع ديمقراطي على صناعة السينما. يقول سفين بليدونغ فون دير هايده، المديرُ الإداريُّ لشركة فولوكاب: "إذا لم أعد بحاجة إلى قسم المؤثرات البصرية، نظرًا لقدرتي على ابتكار مؤثرات معقدة بسهولة عن طريق إدخال النصوص، فسوف أتمكَّن من سرد قصص أكبر بكثير في صورة إنتاج صغير – دون ميزانيةٍ ضخمة". 

الفن: الذكاءُ الاصطناعيُّ كإلهامٍ رقميّ 

درَّب الفنان البولندي رومان ليبسكي، المُقيم في برلين، ذكاءً اصطناعيًا على عمله. يُحلل هذا الذكاء الاصطناعي استخدام اللون والتكوين والتباين والملمس. يصف ليبسكي هذه الأداة بأنها "مصدر إلهامه الاصطناعي"، والتي، كغيرها من مصادر الإلهام الكلاسيكية، تُلهمه بأفكارٍ جديدة. يُقدّر الفنان، الذي يستكشف أيضًا الحوسبة الكمية في تركيب فيديو حالٍ ("Quantum Babylon") الحوافز الإبداعية التي تنبع من مصدر إلهامه: "يكمن جمالُ استخدام الذكاء الاصطناعيّ كأداةٍ فنية في المفاجآت الدائمة التي يجلبها. إنها عمليةٌ مستمرةٌ، وليست تبادلًا لمرة واحدة. يدعم الذكاءُ الاصطناعيُّ طريقةَ الفكر المنفتحة والإبداعية، ويساعدني على تسخير خيالي وتطوير مهاراتي الإنسانية. الحاسم في الأمر هو أن الذكاء الاصطناعي لا يحل محلّي، بل يدعم إبداعي". 

الموسيقى: اللحن المتعلم  

سيباستيان ترامب يتفاعل مع بيانو كبير يُدار بالذكاء الاصطناعي
سيباستيان ترامب يتفاعل مع بيانو كبير يُدار بالذكاء الاصطناعي © Toni Hinterholzinger

عندما تُصدر الطبول والبيانو الكبير صوتًا منفردًا في جامعة نورنبرغ للموسيقى (HfM)، فلا يدًا خفية وراءها، بل الذكاء الاصطناعي. هنا يبحث العلماء في كيفية تمكّن البشر والآلات من تأليف الموسيقى معًا. تُستخدم أنظمة إيقاع تُدار آليًا وآلات بيانو هجينة رقمية-تناظرية، تتفاعل آنيًا مع العزف البشري وتُطوّر أفكارها الصوتية الخاصة. يُجرّب الأطفالُ أيضًا أدوات الذكاء الاصطناعي المُولّدة في ورش العمل، ويتعلَّمون تأليفَ قصصٍ من النغمات. يقول سيباستيان ترامب، أستاذُ الإبداع الاصطناعي والتفاعل الموسيقي في الجامعة: "لا يسعى الإبداع الاصطناعي إلى محاكاة الإبداع البشري، بل إلى محاكاة العنصر الآلي الأصيل الذي يُنتج شيئًا جديدًا".