الرئيس الألماني الاتحادي يوآخيم غاوك يبلغ 75 عاما
الحرية والديمقراطية هما مركز اهتمام رأس الدولة طيلة حياته

ربما تضم سنة 2015 تاريخا أهم بالنسبة لرئيس يوآخيم غاوك من عيد ميلاده الخامس والسبعين: يوم عودة الوحدة الألمانية التي يصادف هذا العام ذكراها الـ25. التاريخ الألماني الحديث مع تقسيم البلاد بين شرق وغرب، والثورة المظفرة للمواطنين ضد الاستبداد يشكلان بالنسبة للرئيس الموضوع الأهم الذي نذر حياته من أجله. من مختلف المناصب التي شغلها كان يعمل من أجل هذه المسائل، كرجل فاعل في الكنيسة، وكبرلماني، ثم كمفوض شؤون ملفات جهاز أمن الدولة "شتازي"، وأخيرا كرئيس للجمهورية الاتحادية، منذ 2012.
ولد يوآخيم غاوك في 24 كانون الثاني/يناير 1940 في روستوك على شواطئ بحر البلطيق. كان أبوه قبطانا في البحرية الألمانية إبان الحرب العالمية الثانية، وفي مطلع الخمسينيات وقع أسير الشرطة السرية السوفييتية التي نقلته إلى معسكر للاعتقال في سيبيريا. مسيرة كان مكتوبا لها التأثير في علاقة يوآخيم غاوك بألمانيا الديمقراطية DDR بشكل دائم، ومازالت حتى اليوم تدفعه إلى دعم "التنوير في مواجهة الشيوعية".
كان غاوك في الواقع يتطلع إلى أن يعمل في الصحافة، وهو ما حرمه منه نظام ألمانيا الديمقراطية السابق. بدلا عن ذلك، درس الشاب علوم اللاهوت البروتستانتية، أيضا لأنه وجد فيها متسعا للحوار. أصبح قسيسا، لينظم بعد ذلك مؤتمرات كنسية، تحولت فيما بعد إلى منتديات لموضوعات مثل السلام وحقوق الإنسان. خريف العام 1989 غير كل شيء بالنسبة لغاوك: "لقد كانت تلك الأسابيع الثمانية، التي لم نمش فيها، وإنما قمنا بالتحليق والطيران. لقد كانت نشوة انتصار لا تصدق".
القوة الفاعلة في معالجة ديكتاتورية الحزب الشيوعي SED
بعد سقوط جدار برلين ترشح غاوك إلى أولى الانتخابات الديمقراطية في ألمانيا الشرقية، وانتُخِب عضوا في البرلمان، حيث عمل من أجل معالجة الديكتاتورية. في 3 تشرين الأول/أكتوبر 1990، يوم الوحدة الألمانية، تم تعيين غاوك مفوضا للحكومة الألمانية الاتحادية لمعالجة ملفات جهاز أمن الدولة "شتازي". قلة من الناس يمكنهم الادعاء أن مؤسسة حكومية بكاملها باتت تحمل أسماءهم. غاوك هو واحد من هؤلاء. بالنسبة للألمان، كانت المؤسسة الحكومية المعنية بملفات الشرطة السرية حتى العام 2000 "دائرة غاوك".
شارك غاوك في الحوار بصفته شخصية عامة، إلى أن تولى منصب الرئيس الاتحادي في 2012. وحتى في هذا المنصب المتميز في ألمانيا بالحيادية الحزبية والسياسية، بقي غاوك على عهده في النضال من أجل الديمقراطية. وقد أثار عددا من النقاشات في البلاد، منها على سبيل المثال، خلال مؤتمر الأمن في ميونيخ عام 2014، عندما طالب بأن تتحمل ألمانيا مزيدا من المسؤولية على المستوى الدولي. ومؤخرا أثار الجدل من خلال إعلانه التحفظ على انتخاب رئيس وزراء ولاية تورينغن. حيث كانت المرة الأولى التي يقود فيها سياسي من الحزب اليساري الذي يعتبر خليفة الحزب الشيوعي SED في ألمانيا الديمقراطية DDR، مقاليد رئاسة وزراء إحدى الولايات الاتحادية. "أنت مُحَذِر، أنت أستاذ حقيقي في الديمقراطية"، ذكرت المستشارة الاتحادية، أنجيلا ميركل في كلمتها لمناسبة عيد ميلاد غاوك السبعين، قبل خمس سنوات. وحتى الآن لم يتغير شيء على هذا الصعيد.
عيد الميلاد الخامس والسبعين لرئيس الجمهورية الاتحادية يوآخيم غاوك في 24 كانون الثاني/يناير 2015